أتناول الطعام بكثرة وأعمل جاهدة بعد ذلك حتى أتخلص منه فهل هذا هو النهام العصبي؟

0 227

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي: حين أتناول الطعام أتناوله فوق حاجتي وطاقتي، فأعاني بعد ذلك من آلام المعدة، وأشعر بالثقل والذنب، فأقوم بالتخلص من الطعام الزائد عن طريق الاستفراغ، بعدها أشعر بالضعف، وعدم القدرة على التوازن، والصداع، وأشعر بالألم خلف أذني.

قرأت عن هذه الأعراض وتبين لي أنها مرتبطة بمرض النهام العصبي، فهل أنا مصابة به؟ كما أنني أعاني من انقطاع دورتي الشهرية، وهذا الأمر أثر على نفسيتي كثيرا، وزني (44) كيلو فقط، هل هناك علاج لحالتي؟

الرجاء مساعدتي في بداية الأمر كان ذلك مرتبطا بتوتري وغضبي، لكن الأمر اليوم أصبح عادة يومية أقوم بها بعد كل وجبة؟ أرجو إفادتي باسم العلاج والطريقة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم ما تعاني منه من نوبات نهم للطعام (Binge attack)، ثم التعمد إلى القيء المباشر، أو عن طريق القيام بنشاط رياضي بشكل قهري استحواذي, أو استعمال أدوية مختلفة، مثل المواد المسهلة (Purgative)، مع وجود اضطراب في الدورة الشهرية، وحالة من الهزال، وضعف الوزن، يرجع إلى مرض النهام العصبي (Bulimia nervosa)، وعلاج هذه الحالة يحسن ويقوي الدم، ويساعد على ضبط الدورة الشهرية، والتعافي -إن شاء الله-.

يصاب الأشخاص الذين يعانون من النهام العصابي بنوبات نهم لأن الطعام يمنحهم شعورا بالعزاء والسلوى، ولكن الأكل المفرط يعطيهم شعورا بأنهم خرجوا عن السيطرة، بعد إنهائهم لنوبة النهم, يشعرون بالخزي والعار, يتملكهم شعور بالذنب والخوف من الزيادة في الوزن، هذه المشاعر تؤدي بهم إلى عملية التطهير.

وبقاء هذه الحالة من النهم والتطهير يؤدي إلى مشاكل صحية بعيدة المدى، مثل: تسوس الأسنان وتعفنها, وإلى أمراض اللثة وفقدان طبقة مينا الأسنان، بالإضافة إلى مرض لين العظام (Osteoporosis)، والإضرار بالكليتين, ومشاكل في القلب، ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى ذلك المرض، وجود أشخاص آخرون في عائلة المصاب يعانون من السمنة الزائدة, أو بأحد اضطرابات الأكل المختلفة, أو باضطرابات مزاجية, مثل الاكتئاب أو القلق.

ومعالجة مرض النهام العصبي بواسطة الاستشارة والمعالجة النفسيتين، وأحيانا بواسطة علاجات دوائية, مثل، الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل حبوب (cebralex 20 mg)، قرصا واحدا يوميا، لمدة ستة شهور، وكلما تم البدء بالعلاج مبكرا أكثر كان الأمر أفضل، وقد يسهل بدء العلاج في مراحل المرض المبكرة من عملية الشفاء ويسرعها، كما يمكن من خلال ذلك، منع نشوء وتطور مشاكل طبية وصحية خطيرة.

يستطيع الشخص المصاب بالنهام العصابي, بالتعاون مع مستشار نفسي, تعلم كيفية الإحساس بشعور أفضل تجاه نفسه، ويستطيع تعلم كيفية الأكل بشكل صحيح والتوقف عن عادات التطهير.

تستلزم اضطرابات الأكل وقتا طويلا من أجل التغلب عليها, ومن المرجح جدا حصول كبوات في عملية المعالجة حتى التماثل للشفاء، وهذه من المحتمل أن تعيد المريض إلى عادات الأكل المرضي في حال شعور شخص ما بوجود مشكلة معينة لديه, ينبغي ألا يحاول مواجهتها ومعالجتها بنفسه لوحده فقط، بل ينبغي التوجه إلى مختصين لتلقي الاستشارة والإرشاد.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات