الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أتلقى أي ضربة في جسدي أشعر بالرغبة في النوم، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

عندما أتعرض للضرب، أو أصاب بضربة سواءً باليد، أو على مستوى الرأس، أو في أي منطقة في جسمي أحس بدوار ودوخة، وبعدها أرى توهجات ضوئية، وبعدها أحس برغبة قوية في النوم، فما سبب هذا؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

قطعًا التعرُّض للضرب والإصابات –وخاصةً الضرب على مستوى الرأس– في الحقيقة ليس أمرًا صحيحًا، بل هو أمر مرفوض تمامًا؛ والإنسان لا بد له أن يتحوّط، ولا بد أن يحمي نفسه، فمثلًا الضرب على مستوى الرأس بالفعل قد يُسبب أشياء كثيرة للإنسان، فقد يُسبب له الدوار، والشعور بالدوخة، حتى أنه قد يتعرض لنزيف داخلي في الدماغ (وارد جدًّا).

أنا لا أريد أن أخوفك، أو شيء من هذا القبيل، لكن أرجو أن تحمي نفسك من الضرب بقدر المستطاع، وألَّا تضع نفسك في أي مواقف من هذا النوع.

الظاهرة التي تحدثت عنها هي مجرد نوع من المخاوف القلقية البسيطة، وغالبًا ما تكون قد تعرضت لضربٍ في الطفولة، أو أنك سقطت أو اصطدمت بجسم صلب، وكانت الضربة شديدةً نسبيًا، فنتج عنها اكتساب الخبرة النفسية السلبية كما نسميها، وهذه الخبرة السلبية جعلت القلق ينتقل، ويُعبر عنه من خلال هذه الظاهرة التي نعتبرها ظاهرة نفسوجسدية، أي أن الجانب النفسي القلقي فيها موجود.

أيها الفاضل الكريم: هذه الظاهرة تعالج من خلال التجاهل التام، والحمد لله أنت في عمرٍ تكون الصحة فيه في أفضل أحوالها، فتجاهل هذا الموضوع، ولا توسوس حوله.

وأنصحك بصفة عامة أن تعيش حياةً صحيةً، تمارس الرياضة، وأن تمارس التمارين الاسترخائية، وأن تتجنب السهر، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون لك أهداف، وأن تضع الطرق والآليات التي توصلك إلى أهدافك؛ بمعنى آخر: أريدك أن تصرف انتباهك تمامًا حول هذا الموضوع، فالعلاج بالتجاهل علاج أساسي وعلاج رئيسي، لكن من وجهة نظري الأمر كله نفسي وليس أكثر من ذلك.

سيكون من الجيد –أيها الفاضل الكريم– أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة لدى طبيب الباطنية، أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، وأن تتأكد من مستويات الدم المطلوبة، وأن تتأكد من وظائف الكلى، والكبد، والغدة الدرقية بأنها سليمة، كما أن التأكد من مستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د) على وجه الخصوص يُعتبر أمرًا ضروريًّا؛ لأن النقص في هذه الفيتامينات قطعًا يضرُّ بالصحة، وقد يظهر في شكل نوع من الدوار، أو الدوخة، أو الشعور بالتكاسل، وافتقاد الطاقات، والرغبة في النوم كما ذكرتَ.

فقم بإجراء فحوصات عامة لتطمئن تمامًا، وبعد ذلك أقول لك: تجاهل هذه الظاهرة، فهي ليست بالظاهرة الخطيرة أبدًا، وغالبًا تكون مكتسبةً من خلال خبرة نفسية سلبية سابقة.

وجه أنظارك وفكرك نحو الإيجابية في حياتك، وابذل وسعك بأن تكون من المتميزين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً