الخوف والهلع من مرض كورونا أثر علي، فما توجيهكم؟

0 220

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أسأل الله لنا ولكم التوفيق، وبارك الله فيكم

أود أن أشرح وضعي الاجتماعي:
أولا: أنا إنسان خجول، وبعض الأحيان انطوائي حتى من قبل أن أصاب بما سوف أذكره بعد قليل.

ثانيا: ليست لدي الكلمة القوية بين إخوتي، وذلك مما أضعف شخصيتي بينهم، وأثرت علي حتى في خارج المنزل حيث لم يبق لي إلا صديقان، ولا أراهما إلا بعد فترة فاجتمعت علي الأمور.

أنا تقريبا منذ سنة مررت بحالة غريبة جدا، وهي مستمرة معي إلى الآن، وهي أنه أثناء انتشار مرض كورونا أصبت بخوف وهلع من هذا المرض، وبدأت أشعر بالكتمة وضيق التنفس، وأوهمت نفسي أنها أعراض المرض، وبدأت أتخوف أكثر وأكثر، وانعزلت عن الناس لعدة أشهر، وكلما ذهبت إلى طبيب لأكشف عن حالة التنفس يقول: تنفسك سليم، وصدرك سليم. برغم أني أشعر بكتمة وضيق تنفس وتعب عند أي مجهود، حتى لو غيرت وضع جلستي أصاب بكتمة.

ذهبت لطبيب باطنية، وقال: إنك سليم. بعدها قررت الذهاب لطبيب نفسي، وشخص حالتي أنها مخاوف مرضية، وأعطاني علاج ميرزاجين 15 ملجم، وتناولته بجرعة 1 حبة يوميا منذ 3 أشهر، وإلى الآن لم أشعر بأي تحسن، بل إن الكتمة وصعوبة التنفس موجودة.

بارك الله فيكم، دلوني على ما فيه خير لي من الله ثم منكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل قلق المخاوف يؤدي إلى شعور بالكتمة وضيق في التنفس، خاصة أنك متخوف من مرض الكورونا، والذي من أحد أعراضه ضيق التنفس الشديد، وأنت بهذا يكون قد حدث لك نوع من التماهي أو تفصيل المرض نفسيا، بالرغم من عدم وجوده، فإنه قد انطبق عليك في أعراضه.

إذا العملية عملية نفسية وليست عضوية، والذي أقوله لك: ادع الله تعالى أن يحفظك من سيئ الأسقام ومن جميع الأمراض، واعرف أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وعش الحياة بكل قوة دون توهم وقلق وهواجس، انصرف بوجدانك لتكون أكثر إيجابية.

أنت ذكرت أنك انطوائي: أيها الفاضل الكريم: قوة الشخصية تصنع، لا أحد يولد بشخصية قوية أو شخصية اجتماعية، إنما هذه الأمور تصنع صناعة، والإنسان حين يعرف مواطن ضعفه وعلته ونواقصه يجب أن يصححها بالقيام بما هو مضاد لما هو سلبي، فليس هناك ما يمنعك أن تكون شخصا نافعا لنفسك ولغيرك، لك خطط، لك آمال، لك مستقبل... هذا هو الذي يخرجك من الخوف من الأمراض ومن الوساوس ومن كل هذه السلبيات. ارتق بنفسك، هذا مهم جدا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: أرى أن فعاليته ثانوية، أي أنه يفيدك جزئيا، لكن الذي يفيدك أكثر هو التغيير الفكري والمعرفي الذي ذكرته لك.

الـ (ميرزاجين) دواء جيد لتحسين النوم وإزالة الاكتئاب، لكنه لا يزيل المخاوف، حين تراجع الطبيب -إن شاء الله تعالى- يمكن أن يعدله لك بأحد الأدوية التي يعرف أنها ذات فعالية قوية جدا لعلاج المخاوف، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات