السؤال
أنا أم لطفلين، مرتاحة مع زوجي، مشكلتي أني أصبحت غير واثقة بنفسي، علما أني لم أكن كذلك؛ لكن بسبب مجيئنا إلى ألمانيا، ونظرة الناس لنا - خاصة الحجاب - أثرت فينا، لا أعرف، تكاد حياتنا الاجتماعية تكون صفرا، وذلك مما أثر في أولادي؛ لأنهم لا يملكون أصدقاء، لا أستطيع عمل شيء، فداخلي مهزوز جدا، ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة/ مرام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق! وأن يربط على قلبك! وأن يرزقك الثقة التامة بنفسك! وأن يحفظك من الضعف والانهيار!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فما تذكرينه شيء طبيعي في بداية حياة الغربة والبعد عن الأهل والوطن، وانعدام التفاهم مع مجتمع لا تعرفين لغته، أو لا تجدين فيه من هو مستعد لمد جسور العلاقات الاجتماعية الصادقة التي تعودتها؛ ولذلك أرى أن المسألة مسألة وقت، وعما قريب سوف تتعرفون إلى إخوانكم من المسلمين العرب المهاجرين من أمثالكم، وستشعرين بتلاشي هذا الشعور مع الأيام.
ولكني أحذرك من الاستجابة لداعي النفس والشيطان بخلع الحجاب بحجة أنك مثار سخرية واشمئزاز واستخفاف المجتمع، فهذه كلها أوهام، حتى ولو كانت موجودة فعلا فليس معنى ذلك أن نتخلى عن ديننا؛ ليرضى عنا أعداؤنا! وما قيمة الحياة المادية الفارهة في ظل الفسق والفجور والإلحاد!؟
فحذار حذار ـ أختي مريم ـ من الضعف الذي يؤدي بك إلى التخلي عن دينك ومبادئك! وعليك أنت وزوجك بالبحث عن أقرب مسجد، أو مركز إسلامي، وربط أنفسكم به وبنشاطاته؛ حتى لا تذوبوا في هذا المجتمع الكافر!
وكم أتمنى أن تراجعوا أنفسكم في موضوع الإقامة في هذه البلاد! خاصة وأنتم ما زلتم في أول الطريق تقريبا؛ لأن الشرع ينهى عن الهجرة إلى بلاد الكفر، إلا في حالات الضرورة القصوى التي يحددها أهل العلم، أما مجرد الهجرة بدافع الحرية والنداء والتقدم فهذه كلها ليست مبررات شرعية، ولا قيمة لها في نظر الشرع، وأنتم بذلك مخالفون لشرع الله بلا شك.
والأمر كذلك بالنسبة لأولادك، فلابد أن تشعريهم بالعزة والكرامة، وأنكم أبناء الإسلام العظيم، وأنكم أفضل من هؤلاء الألمان الكفار، وأنكم من أهل الجنة، أما هم فهم من أهل النار ما داموا غير مسلمين، وحاولي أن تزرعي فيهم العزة والكرامة والاعتزاز بالإسلام!
ولا تنسي نفسك أنت وزوجك من المحافظة على تعاليم الإسلام، والورد القرآني اليومي، والاطلاع على بعض الكتب الشرعية الميسرة لديكم؛ حتى تظلوا قريبن من الله ورسوله، وإن شاء الله سوف تكونون أحسن مستقبلا!
وبالله التوفيق!