آلام في النصف الأيسر من جسدي وأشعر بهزة في السرير أثناء النوم!

0 181

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 27 سنة، أعاني من ألم منذ 7 سنوات في نصف جسمي الشمال، في عيني، ورأسي، وأذني، وذراعي، وقدمي اليسرى، وقمت بعمل الفحوصات الطبية، وإشاعة رنين على المخ، وأتضح أني سليم بدنيا، وكنت أشعر بهزة في السرير أثناء النوم، وعندما أستيقظ أجد جروحا خفيفة مستقيمة في وجهي، وليس لي أظافر، وأحيانا أشعر بنفضة إذا سمعت الأذان، وأنا نائم ولا أستطيع النوم نهارا أشعر بإيذاء، وكأن شيئا يتحرك في جسمي وآلام غريبة، وأكثر ما يتعبني ألم نصف جسمي الأيسر.

أعيش بنصف جسد، ذهبت إلى مئات الشيوخ في كثير من الأماكن، واستعملت زيت زيتون، ومسك وجميع الأعشاب، وصيام، وصلاة، ومواظبة على الأذكار، وورد القرآن، وذهبت للعمرة أكثر من مرة، ولم أجد تحسنا ملحوظا حتى لدرجة أني ظننت أن يكون مرضا نفسيا، ولكن جروح وجهي من أين تحدث، وأشعر بنفضة أثناء التبول، وأنا طبيعي تفكيري جيد، ولا أصرع وأسمع القرآن، وأنا مستيقظ.

مع العلم أني شخصية وسواسية منذ صغري، أكشف وأحلل كثيرا منذ الصغر، وأتأكد من غلق الباب أكثر من مرة، أنا موسوس قبل هذا الموضوع.

الرجاء الإفادة أعاني كثيرا، وأعيش بنصف جسد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا قمت بتدارس رسالتك، وما قمت به من إجراء الفحوصات هو أمر جيد، -والحمد لله تعالى- كل هذه الفحوصات سليمة.

ما يحدث لك – أيها الفاضل الكريم – يمكن أن يفسر عدة تفسيرات: أولا ربما يكون لديك نوع من الهرع الليلي الذي لا يأتي في شكل مخاوف، إنما حركة جسدية، وهذا هو الذي يجعلك تحس بهزة في السرير، وتجد الجروح الخفيفة المستقيمة في وجهك، هذه احتمالية.

الاحتمالية الثانية: أنه توجد لديك بؤرة صرعية من النوع الخفيف، وهذا يؤدي إلى ما يعرف بالتشنجات الليلية الصرعية البسيطة.

الاحتمال الثالث – أيها الفاضل الكريم -: توجد علة أو متلازمة تسمى بمتلازمة حركة القدم المستمرة، وهذا نوع من الحركة الارتجالية تحدث في القدمين وفي النصف الأسفل للجسم في أثناء النوم، ويتقلب الإنسان كثيرا في فراشه دون أن يشعر، وقد يحس بآلام في أرجله.

هذه من وجهة نظري هي الاحتمالات الثلاث، وهذه كلها يمكن أن تعالج، أنت محتاج أن تذهب لطبيب الأعصاب ليتم المزيد من الاستقصاء لحالتك، وأعتقد أنه يمكن أن تدخل في تجارب دوائية علمية، هذه التجارب الدوائية ليست أدوية عشوائية أبدا، إنما هي أدوية موثقة، ومجازة علميا.

مثلا عقار يعرف تجاريا باسم (تجراتول Tegretol)، والذي يعرف باسم (كاربامزبين Carbamazepine) هذا الدواء يثبت المزاج، يزيل القلق، وفي ذات الوقت هو أحد مضادات الصرع، إن كانت لديك بؤرة صرعية خفيفة لم تظهر لا على الرنين المغناطيسي، ولا على تخطيط الدماغ واستجبت للعلاج، إذا هذا يؤكد التشخيص.

إذا كنت استجبت لأدوية من الأدوية التي تفعل إفراز الـ (دوبامين Dopamine) مثل: الـ (سينميت sinment) مثلا، والذي هو أصلا يستعمل لعلاج الشلل الرعاشي، لكنه مفيد جدا في علاج متلازمة فرط حركة الرجل أثناء النوم، هذا أيضا قد يؤكد هذا التشخيص، وهكذا.

إذا - الحمد لله تعالى – الخيارات العلاجية ممتازة، وتثبيت التشخيص يمكن أن يحدث.

أنت محتاج أن تذهب لطبيب حاذق، طبيب ثقة، وأنا متأكد أن مشكلتك هذه سوف تحل.

موضوع الوساوس ليس موضوعا أساسيا، حاول أن تقاومه، حاول أن تحقر فكرة التأكد من إغلاق الباب، وإن تطلب الأمر لا مانع أن تستعمل جرعة بسيطة من أحد الأدوية المضادة للوساوس، وهي كثيرة جدا.

أيها الفاضل الكريم: بالرغم من كل هذه المعاناة التي تعانيها والتي أنا متأكد أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تصل لحلول حولها، أريدك أن تكون شخصا فعالا، ألا تعطل حياتك، أن تعيش الحياة بكل قوة في جميع الأصعدة، في جميع المجالات، أنت لديك وظيفة محترمة، حاول أن تطور نفسك مهنيا، أكثر من التواصل الاجتماعي، كن إيجابيا في تفكيرك، مارس الرياضة، الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، صلة الرحم، التوازن الغذائي، النوم الليلي المبكر... هذا كله – أخي الكريم – يضيف رصيدا عظيما جدا لصحتك النفسية، مما يجعلك تشعر بالرضا والعافية -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم، وبلغنا جميعا رمضان.

مواد ذات صلة

الاستشارات