السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أبلغ من العمر 23 سنة، وقبل ثلاثة أشهر بدأت أُعاني من خوفٍ شديد من الأمراض العضوية، خصوصًا الجلطة، بسبب القولون العصبي الذي سبّب لي أعراضًا تُشبه أعراض الجلطة.
دخلت في حالة توتر شديدة، لدرجة أن نومي اضطرب لأسبوعٍ كامل، وأجريت فحصًا لدى طبيب القلب، وأخبرني أنني لا أُعاني من شيء عضوي، وأن ما أشعر به هو نتيجة القلق والتفكير الزائد.
بعد ذلك انتقل خوفي إلى جرثومة المعدة، بسبب تأثر شهيتي وآلام المعدة، فبدأت أتناول الطعام بكميات قليلة، ثم خفّ هذا الخوف، وبدأت أُفكر في الأمراض النفسية، وراودني قلق من الإصابة باضطراب القلق، أو أن أُضطر لتناول أدوية نفسية.
بعدها بدأت أُفكر في الاكتئاب، ثم اختلال الأنية، وكنت أبحث عن الأعراض وأُقارنها بما أشعر به، وأشعر أنها تنطبق عليّ، لكن مع كل وسواس تختفي الأعراض تدريجيًا.
آخر ما فكرت فيه كان الفصام، وكنت أستبعده تمامًا، لكن قبل يومٍ من بداية التفكير فيه، كنت جالسة مع صديقتي الممرضة، وسألتها عن مستشفى الأمراض العقلية، وكانت تُجيبني، ولا أعلم لماذا أثّر ذلك فيّ.
في اليوم التالي، بدأت أبحث عن الفصام، وأصبحت أخاف من كل صوتٍ أسمعه، وأشعر في لحظات الهدوء بأصواتٍ طفيفة مثل التشويش، وأحيانًا يُفسّرها عقلي على أنها كلمات، فأشعر بالخوف.
في بعض الأحيان، أسمع في ذهني أغنية لمغنٍ معين، أو أتذكر موقفًا معينًا، فيتردد صوت الشخص في ذهني، فأبدأ أتساءل: هل هذا طبيعي أم أنه ذُهان؟ وأنا أعلم أنه داخل عقلي.
ثم بدأت أُلاحظ هلاوس بصرية، مثل: بقع رمادية على الحائط الأبيض، أو خطوطٍ مضيئة، أو شيءٍ يُشبه الذبابة يطير أمامي، أو عندما أنظر إلى شخصٍ أمامي أكثر من مرة، أتخيل خياله بجانبه، أو في طرف عيني، ثم يختفي.
بعدها، انتقل خوفي إلى أفكار المصابين بالفصام، مثل: اعتقادهم أن أحدًا يتحكم بهم، فقلت لنفسي: لا أريد أن أُفكر مثلهم، لكن الفكرة بدأت تُراودني، أو أن أحدًا يسمع أفكاري، وأنا أعلم أنها غير صحيحة، لكنني أتساءل: لماذا تأتي هذه الفكرة؟ مشكلتي أنني لا أفهم لماذا تظهر هذه الأفكار.
بالأمس كنت جالسة في الباص، مرهقة جدًا، وأردت النوم قليلًا، وعندما أغمضت عيني بدأت أسمع أصواتًا، ففتحتها بسرعة خوفًا من أن تكون هلاوس.
كان الباص مليئًا بالضجيج: صوت المكيّف، وصوت المحرك، والأشخاص، فبدأ دماغي يُفسّر هذه الأصوات على أنها كلماتٍ عشوائية، أو أتذكر صوت صديقتي، فخفت، وقلت: الآن أصبح تفسيري للضجيج كلمات، فهل أنا أُشَبَّهُ بمرضى الذُهان؟ حتى وأنا في المنزل وفي هدوءٍ تام، أشعر أن دماغي ينتج كلماتٍ عشوائية في ذهني، أو أسئلة، وأحاول إيقافها فورًا، أنا خائفة جدًّا، وقد بكيت شهرًا كاملًا بسبب هذا الموضوع.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

