السؤال
السلام عليكم
أنا شخص قد من الله علي بالهداية من فضله سبحانه, ولكني أعاني من وسواس قهري نغص علي حياتي؛ لدرجة أني أفكر في الموضوع حتى في الصلاة وقبل النوم، ومتى ما كنت وحيدا.
أنا بعمر 21 سنة أعزب, ومثلي مثل غيري يريد أن يتزوج بفتاة تحفظ له دينه وعرضه, ولكني أخاف بشدة من الخيانة الزوجية, تخيلوا فأنا لم أتزوج ولم أجرب أي علاقات مع النساء في حياتي, ولكني أخاف أن أتزوج من خائنة.
أحاول أن أدفع هذا الوسواس عني لكني لم أستطع، لدرجة أني كلما فتحت الكمبيوتر أبدأ وأتصفح قصص الخيانة الزوجية، وكيف تصرف الأزواج بها، فوالله إني في بعض الأحيان تأتيني حالات وكأني مررت بحالة خيانة زوجية، فتجدني أكلم نفسي، وتصيبني حالة من القهر الشديد أو البكاء, أصبحت أخاف من الزواج لدرجة كبيرة، وأخاف أن أتزوج فتاة وأظلمها بشكوكي الكثيرة.
علما أني لا أتهم أحدا حتى أتبين من صدق الاتهام، وأنا فطن جدا في مثل هذه الأمور.
أرجوكم بعد الله سبحانه أن تفيدونا في هذا الموضوع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
- ما تتحدث عنه -أخي الفاضل- هو: نوع من أنواع الوسواس القهري، وقد غذيته بكثرة القراءة حوله حتى أصبح راسخا في وجدانك، وهذا خطأ منك أدى إلى مثل هذا النوع من الشعور.
- قد يزداد هذا الأمر إن كنت وقفت بنفسك في صغرك أو في حياتك على خيانة لأحد من معارفك أو أقاربك، فإن هذا يزيد الأمر سوءا ويجعل وقوعه في وجدانك شبه متحقق.
- الأمر ليس كذلك فالمرأة الصالحة المسلمة التقية لا تخون زوجها ولو كان الثمن حياتها، تموت ولا تخون، وتلك طبيعة الأخوات الصالحات وهن كثر.
- الوسواس -أخي الفاضل- هو شأن نفسي، وعلاجه كذلك نفسي، وإننا ندعوك الآن أن تتفهم معنا طبيعة نشاطه؛ حتى يسهل عليك التخلص منه.
اعلم -بارك الله فيك- أن الوسواس لا ينشط إلا في بيئة التفكير السلبي، فإذا أردت القضاء عليه فحول كل أمر سلبي إلى إيجابي، فالوسواس سخيف، والإنسان إذا ربطه في فكره بالسخف هان أمره، ردد في نفسك: هذا وسواس، كلام فاضي، كلام سخيف، هذا نوع من التغيير المعرفي.
المهم أنه حين يستخف الإنسان شيئا سوف يحتقره، وحين يحتقره سوف يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يصبح ليس جزءا من حالة الإنسان.
اكتب في كل مكان هذا حتى ينطبع في ذاكرتك: الوسواس سخيف، احتقره فكريا حتى تصل إلي قناعة أنه فعلا سخيف.
- اقرأ حول قصص النساء الصالحات، وكيف وقفن أمام كل المغريات ولم يتنازلن قيد أنملة عن شرفهن وكرامتهن.
- عند الاختيار تخير الفتاة الصالحة من البيئة الصالحة وكن معها صريحا وواضحا، وأمنها واحتويها، واعلم أن المرأة الصالحة لا تقع فيما حرم الله من الخيانة أو ما شابه ذلك.
- استخر ربك قبل أن تقدم على الزواج، وستجد الخير إن شاء الله ماثلا حاضرا.
نسأل الله أن يوفقك وأن يرعاك، وأن يكتب لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
والله المستعان.