السؤال
السلام عليكم.
أريد أن أتزوج، ولكنني أخشى أن أرفض من قبل الفتاة التي سأختارها، أو من أهلها، وذلك لأنني مصاب بمرض عضوي أجبرني منذ سنوات على معاناة الألم، وشوه مشيتي، فأصبحت أعرج بصفة ملحوظة.
وهذه المخلفات سببت لي العديد من الإحراج، فما بالك الآن وأنا أنوي الزواج! أنا أعرف أنه لا اعتراض على حكم الله، وأن الكمال له وحده، ولكن أول فتاة ستعلم بأنني أريد الزواج منها ستقول أنها غير مجبرة على تمضية حياتها مع إنسان مثلي.
أعينوني ـأرجوكمـ أعانكم الله لما هو خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، اللهم آمين.
لقد قرأت استشارتك، فجزاك الله خيرا على هذه الصراحة، وعليك أن تحمد الله كثيرا أن جعل الابتلاء في جسمك ولم يجعله في عقلك أو أخلاقك أو سلوكك.
إنك يا ولدي شاب تتمتع بهذه القوة المعنوية والصراحة والوضوح، فلماذا تنهزم أمام نفسك بهذا المستوى؟ هل هناك من خلقه الله كاملا من النقائص؟ إن الكمال لله وحده، وهل النقص في الخليقة عيب؟ إن النقص الحقيقي هو فشل الإنسان في حياته ورسالته في الحياة، أما النقص العضوي فليس بعيب ولم يكن عيبا في يوم من الأيام، فعليك ألا تنهزم أمام نفسك أبدا.
ولدي: هناك أمر مهم، وهو أن مقياس الفتيات لاختيار الفتى يختلف من فتاة لأخرى، ولذا فكثير من الشباب يتقدم لخطبة فتاة فترفضه مع أنه سليم في أعضائه كلها، وليس هناك غرابة أن تتقدم أنت لبنت فترفضك، علما بأن هناك من الشباب من هو أعور وآخر أطرش وثالث له عاهة، ورغم ذلك تقدموا وتزوجوا .
ولذا عليك أن تتقدم وبكل جرأة وقوة للبنت التي ترى فيها مواصفات الزوجة، وعليك أن تتوقع الرفض كما يرفض أي شاب آخر، والأهم أن تحسن الاختيار، ولا تستعجل، فلو أفلحت في الاختيار فقد نجحت، واختر ذات الدين والخلق فهي أصلح النساء، فالجمال نسبي والمال كذلك، وكل ذلك زائل، وتبقى الأخلاق والدين.
وفقك الله لما فيه الخير والرضا، وعليك بكثرة الدعاء في رمضان أن يرزقك الله الزوجة الصالحة.
وبالله التوفيق.