السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير على ما تقدمونه من خدمات للشباب والمسلمين، وبعد:
أنا مهندسة أبلغ من العمر 27، دعوت ربي كثيرا أن يرزقني الزوج الصالح، وأن يجعلني له زوجة صالحة.
أثناء الخطوبة حدثت مواقف كثيرة، وقد بعثت إليكم، واستشرتكم في معظمها، وطبعا أنا استخرت الله كثيرا، وهأنا قد تزوجت ـ والحمد لله ـ منذ حوالي أسبوعين فقط، ولكنني أشعر بحزن وضيق من زوجي، وذلك لعدة أسباب، وهي:
1- هو إنسان طيب، ولكنه يأكل كثيرا جدا، وهو سمين، فقد زاد وزنه خلال هذه الأيام، فهو يحب الأكل جدا، ويأكل معظم الوقت، وهذا يضايقني، ويجعلني أشعر معه أنه إنسان كسول يأكل وينام.
2- مستواه المادي جيد، وقد سافر إلى العمل في إحدى الدول العربية، وعمل فيها حوالي 7 سنوات، وذلك قبل أن أعرفه، وأنا أرى أن دخله الآن جيد، ولكني أشعر من جانبه بالبخل، فهو لا يترك لي مصروفا للبيت، ويطلب مني أن أشتري معه مستلزمات البيت، وأنا أستطيع أن أساعده، ولكن هذا الشعور يضايقني كثيرا، فنفقتي عليه حتى وإن كنت أعمل.
قد تحدثت معه في هذا الموضوع، وقال لي إنه ليس لديه إمكانيات، وأنه ما يزال في بداية حياته، وأن ترتيبات الزواج قد أرهقته، وأنه قد تدين من أجل توفير ترتيبات الزواج، ولكني لا أصدقه؛ لأن أهله يعيشون في مستوى جيد، وهو قد عمل في الخارج، فكيف هذا؟
أنا أستطيع أن أساعده، فأنا ـ والحمد لله ـ ورثت من أبي مالا، ولكني أحزن في نفسي جدا عندما أفكر أنه قد يكون غير صادق معي، وأن هذا مجرد بخل منه، وأنا لا أنكر أنه إنسان طيب، وحنون علي، وهو يعينني على صلاة الفجر، ويستجيب لي عندما أحدثه عن أي عمل خيري نقوم به، ولكن هذا الشعور يضايقني منه جدا، ولا أعلم لماذا أجد نفسي حزينة معه؟! ولا أدري هل هذا الشعور من الشيطان أم من نفسي أم ماذا؟ هذا الشعور يجعلني أشعر بعدم رضا به، ويجعلني أحيانا منفعلة معه!
كم تمنيت أن أكون زوجة صالحة فقد قرأت في حديث أن الزوج هو جنتي أو ناري، أنا أتمنى أن أكون من أهل الجنة، أتمنى أن أسعد زوجي، وأتمنى أن أصدقه، وأحسن الظن به!
فما رأيكم هل أساعده وأحتسبها عند الله؟ إني أخشى أن أظلمه!.
ملحوظة: أرجو الدعاء لي أن يصلح الله حالي وحال المسلمين، وأن يصرف عنا شياطين الإنس والجن، وأن يصلحني لزوجي، ويجعلني قرة عين له، ويرزقني حسن الظن به، وأن يرضيني به، وأن يصلح لي زوجي، ويجعله قرة عين لي في الدنيا والآخرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله صيامكم وقيامكم، اللهم آمين.
تسلمت استشارتك، ونسأل الله أن يعيننا وإياكم لما فيه الخير والرضا، وقد فهمت من الرسالة أن شكواك من زوجك تنحصر في أمرين:
1- الكسل والسمنة.
2- البخل .
قبل الإجابة أرجو أن أعرض عليك الآتي:
1- تعلمين أختي أن الله تعالى خلق الخلق مختلفين في أشكالهم وأجناسهم وأخلاقهم وصفاتهم، وسيظل هذا الاختلاف باق أبدا، فالبعض سلبي في حياته والآخر إيجابي، وربما تجتمع الصفتان في الإنسان، فنجده في جانب من حياته وصفاته سلبي، وفي جانب منها إيجابي، ومع هذا الاختلاف إلا أن الله أراد للناس أن يعيشوا سويا يكمل بعضهم بعضا، ويصبر بعضهم على بعض، ولا نجد إنسانا كاملا، فالكمال لله وحده.
2- إذا علمت ذلك، فأرى أن ما بزوجك من صفات هي صفات يمكن علاجها والتخلص منها، والحمد لله فهي ليست من الصفات التي يعجز الإنسان عن علاجها، فهو ليس منحرفا أخلاقيا وهذه من أكبر المشاكل.
3- علمت من رسالتك أنك تحبيه، وهذه نعمة من الله أنه لم يغرس في قلبك كراهيته، وهو كذلك يحبك لأنه يعطف عليك، بجانب أنه متدين لأنه يوقظك لصلاة الصبح.
4- بهذا أحسب أن علاج الصفات السلبية أو السالبة سهل، ففيما يتعلق بشرهه وإقباله على الأكل، فنحن والحمد لله في رمضان، وهذا علاج إجباري رباني لهذه السمنة والتي يتبعها الكسل، وبجانب رمضان لابد أن تجلسي معه وتصارحيه في سمنته وفي كسله هذا، وتفرضي عليه العلاج؛ لأنه هو نفسه غير مرتاح لوصفه، فإن صارحك وشعرت منه بذلك، فأرى أن العلاج يبدأ باستشارة طبيب الأغذية، ثم بالرياضية المتواصلة التي تشجعيه أنت عليها، بأن تذكريه بمواعيد الرياضة وتهيئي له جوها، ولا تشغليه في البيت بمهام تنسيه الرياضة، من خروج أو ذهاب للسوق لشراء الأغراض، ولكن يكون برنامج الرياضة مقدم على غيره.
5- أما مشكلة البخل، فهذه موجودة في الكثرة من الناس، وربما حرصه على المستقبل وتأمينه جعله يمسك بعض الشيء، ولكن أيضا هذه المشكلة تعالج بالصراحة والوضوح بينكما، فتجلسا سويا وتطرحي عليه مشكلة المصاريف في البيت، وأنها واجبة عليه، وتخبريه بمعاشك، وتعرفي مقدار معاشه، ولابد من مشاركتك في مصاريف البيت؛ لأنه مثلما أن النفقة كلها عليه ولو كنت غنية، كذلك وقتك كله له شرعا، وما دام قد تنازل لك عن حقه في الوقت كذلك يجب أن تتنازلي عن جزء من دخلك، ولذا لابد أن يفهم أنك ستشاركيه، ولكن الواجب عليه هو الإنفاق كاملا، وأرى بهذه الصراحة ستحل هذه المشكلة.
أرجو أن أنبه -أختي الكريمة- على أن مثل هذه المشاكل لا تحل بين يوم وليلة، فعلاج الصفات الإنسانية يتطلب زمنا، لذا فليكن شعارك الصبر، ولا تضايقيه لا سيما في الأيام الأولى، بل بأخلاقك وسلوكك ستؤثري فيه إن شاء الله، فاستمري في العلاج، ولا تستعجلي النتائج، فليست هذه الصفات كمرض عضوي يعالج بين يوم وليلة.
ومن العلاج النافذ والمهم الدعاء، لا سيما في شهر الدعاء.
أسأل الله أن يوفقكما في حياتكما ويعافيه مما هو فيه، اللهم آمين.
وبالله التوفيق.