السؤال
أنا ضعيف الشخصية، وعندي عدم الثقة بالنفس، وأحس بأني أقل من الناس، وأسيء الظن بالناس، وأفكر فيهم تفكيرا سلبيا، وكل أصدقائي أو كل الناس مجمعة على ذلك، وأنا أيضا أعلم ذلك، وأنا غير مؤثر في التعامل مع الناس، وغير ثابت على مبدئي، بمعنى التبعية للقوي، وعندما تقع عيني في عين شخص أثناء المحادثة تزداد ضربات قلبي، وتزداد ضربات القلب في أغلب التعامل مع الناس، وأحس بأني أقل من الناس طوال وقتي في التعامل معهم، فهل السيروكسات هو العلاج المناسب؟ وما هي الجرعة؟
أرجو رقما للاتصال بكم للتوضيح أكثر عن حالتي، وأرجو الرد في أقرب وقت؛ لأني كرهت نفسي، وأريد أن أرى حلا لهذه المشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فانعدام الثقة بالنفس وضعف الشخصية، والإحساس بالدونية أمام الآخرين، والإحساس بتدني قيمة النفس، كل هذه السمات من سمات الشخصية وليست أعراضا نفسية، الأعراض النفسية الوحيدة التي ذكرتها هي زيادة خفقان القلب من التحدث أمام الناس، وهذا ناتج من ضعف الشخصية.
مشاكل الشخصية بالأحرى لا تعالج بالأدوية والعقاقير الطبية، بل تعالج بالجلسات النفسية طويلة الأمد، حيث يقعد الشخص مع معالج نفسي على الأقل مرة في الأسبوع لعدة سنوات، والقصد من هذه الجلسات مساعدة الشخص على أن يتغير، وتقوية الذات، ويعطى تمارين؛ لكي يطبقها ما بين الجلسات، ويحضر ويتكلم عما واجهه من مواقف، وماذا فعل؟ وكيف شعر؟ هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يؤدي إلى التخلص من السمات السالبة في الشخصية.
تعطى الأدوية النفسية في حالتين فقط: إذا كان هناك أعراض اكتئاب نفسي يعاني الشخص منه نتيجة هذه السمات السالبة، فيعطى مضادات للاكتئاب؛ لتخفيف الاكتئاب النفسي، ويستمر في العلاج بالجلسات النفسية أو إذا كان هناك ميول إلى العنف، أي أن هذه الأشياء تجعله أحيانا يميل إلى العنف، كأن يقوم بكسر بعض الأثاث في البيت، أو يقوم بضرب (مثلا) بعض إخوته الصغار –أو هكذا– فيعطى مهدئات؛ للتقليل من العنف، وأيضا يستمر في العلاج النفسي لتغيير سمات الشخصية.
هذا هو السبيل الوحيد؛ للتخلص من السمات السالبة وتغيير الشخصية، ومن ثم الحياة بطريقة أحسن.
وفقك الله وسددك خطاك.