السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
منذ أكثر من سنة وأنا لا أجد عملا، والآن والحمد لله وجدت عملا ممتازا، -إداريا- ويحتاج لشخصية شديدة، وأنا هادئ جدا، وكثير الصمت، وأشعر أني لا أستطيع أن أدافع عن نفسي كلاميا، فأنا خائف جدا أن لا أنجح، وأخاف أن أحاول أن أكون شديدا فتظهر وكأنها مصطنعة.
كيف أتكيف مع هذا العمل؟ وكيف أتصرف؟ وكيف أتفاعل مع الناس وأصبح أتكلم كثيرا؟
علما بأن الجميع يمدحون أخلاقي، ولكنني لا أقدر نفسي أبدا.
كيف أطرد هذا القلق والخوف من المجهول؟ وكيف أنجح في عملي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولا: نهنئك ونبارك لك حصولك على العمل، واحمد الله واشكره على ذلك؛ لكي تدوم النعمة، ويوفقك الله تعالى في وظيفتك.
نقول لك: ليس بالضرورة أن تتصنع الشدة والقوة لكي تثبت قوة شخصيتك في العمل، فهناك عوامل أخرى قد تكون أكثر فاعلية في إنجاز عملك وتحقيق أهدافه.
كما ذكرت أن الناس يمدحون أخلاقك فقد تكون معاملتك الحسنة لمن حولك تجبرهم على طاعتك وامتثال أوامرك بطريقة تلقائية أكثر من استخدام الشدة معهم.
كذلك يا أخي المطلوب منك مراعاة الفروق الفردية بين الناس فقد يكون لكل واحد طريقة معينة في التعامل تختلف عن الآخر، فهناك الذي يقدر العمل، ويحترم زملائه ورؤسائه ويحب عمل الفريق المتكامل، وهناك الأحمق وضيق الصدر، والمهمل والأناني والمتسرع والاستغلالي...ألخ، والمطلوب معاملة كل على حده بحسب ما تقتضيه حالته.
لكي تكون قويا أعكف على معرفة القوانين الخاصة بالعمل والإلمام بكل تفاصيلها، ومعرفة الحقوق والواجبات والنظم واللوائح التي تنظم العمل واكتشاف الثغرات، هذا من شأنه أن يقوي من شخصيتك وسط بيئة العمل.
ونوصيك أيضا بالآتي:
- عزز وقوي العلاقة مع المولى عز وجل بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإن أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
- عدد إيجابياتك ولا تحقر ما تملكه من نعم وقدرات وإمكانيات، بل أعتز بها وأحمد الله عليها، ولا تنظر لمن هم أعلى منك في أمور الدنيا بل أنظر للأقل منك.
- استخدم روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركز على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص وصفاتهم ومناصبهم ومكانتهم الاجتماعية.
- لا تضخم فكرة الخطأ وتعطيها حجما أكبر من حجمها؛ فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.
وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.