السؤال
السلام عليكم
بداية أشكركم جزيل الشكر على كل الفتاوى وكل الاستشارات، وعلى كل جهودكم، فأنتم تبذلون مجهودا ملحوظا، وإن شاء الله يكون في ميزان حسناتكم.
أعاني من الغازات بكثرة في كل صلاة، فهل إذا توضأت وخرجت من المنزل وانتقض وضوئي فهل أعيد الوضوء أم لا؟
كما أني أصلي منذ صغري -والحمد لله-، وأقرأ القرآن والأذكار، وأستغفر، ولكن تمر علي فترة لا أستغفر فيها، ولكن في وقت الضيق أستغفر، فهل يعد ذلك سوء أدب مني مع الله؟ فأنا لا أريد أن أكون من المقصرين ويغضب الله مني، وأحاول أن أكون مستغفرة دائما، وأدع الله أن أكون من المستغفرين؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك حسن ثنائك على الموقع، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.
أما ما سألت عنه: فإن كان خروج الغازات منك مستمرا بحيث لا يتوقف وقتا يكفيك لأن تتطهري وتصلي قبل أن يخرج وقت الصلاة؛ ففي هذه الحالة أنت من أهل الأعذار، وصاحب العذر الدائم عليه أن يتوضأ بعد دخول الوقت، أي بعد أن يؤذن المؤذنون للصلاة يتوضأ ثم يصلي بهذا الوضوء فريضة ذلك الوقت وما شاء من الصلوات معها، ويبقى على وضوئه لا يضره خروج هذا الحدث الدائم، وهو الغازات بالنسبة لك، فخروجها لا ينقض الوضوء حتى يخرج وقت هذه الصلاة، فإذا جاء وقت الصلاة الثانية وأراد أن يصلي توضأ ثانية وهكذا.
هذا كله إذا كان الإنسان صاحب عذر دائم -كما قلنا-؛ وذلك بأن لا ينقطع عنه وقتا يكفيه للطهارة والصلاة، أو كان لا ينقطع بالكلية، أو كان مضطربا بمعنى أنه غير منتظم في انقطاعه، فلا يدري متى ينقطع، بل ينقطع ويعود، ففي كل هذه الحالات هو معذور ويفعل ما ذكرناه لك.
أما إذا كان يعلم أنه ينقطع عنه وقتا يكفيه لأن يتوضأ ويصلي وهو يعلم زمن ذلك الانقطاع؛ فإن الواجب عليه أن ينتظر زمن الانقطاع ليتوضأ ويصلي ما دام هذا الانقطاع يحصل قبل أن يخرج وقت الصلاة، وفي هذا -إن شاء الله- يكون الأمر قد اتضح لك في هذه الجزئية.
أما مسألة الاستغفار: فالمسلم مأمور بأن يستغفر الله تعالى في كل أحواله، والاستغفار من أجل الأذكار التي يذكر بها الله تعالى كما دلت على ذلك النصوص الشرعية، فينبغي للإنسان أن يلازمه في أحواله كلها، ولكن إذا كانت الشدائد والحاجات تدفعه بسؤال الله تعالى واستغفاره؛ فإن هذا أيضا شيء حسن، والله سبحانه وتعالى يبتلي العباد بأنواع الشدائد ليرجعوا إليه كما قال سبحانه وتعالى: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون).
والأكمل من ذلك أن يكون الإنسان ذاكرا لربه، منيبا إليه، حسن الصلة به في كل أحواله.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفقنا وإياك لكل خير.