السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا أحمد من تونس، شاب عمري 22 سنة، منذ 4 سنوات بدأت كثيرا ما أفكر بالموت، لا يمر يوم إلا وأفكر فيه كل لحظة، حتى أصبت في يوم من الأيام بحالة هلع وخفقان سريع في القلب، ورجفة في قدمي، وارتفع ضغط الدم وظننت أنه الموت، لا محالة سوف تنتهي حياتي في هذه اللحظة، فذهبت إلى المستشفى وعملت الفحوصات، فقيل لي: إنك بخير. والحمد لله ارتحت قليلا، ولكن بقيت متخوفا أن تعود بي حالة الهلع، ولكن لم تكن تقلقني كثيرا؛ لأنها كانت تدوم لحظات.
أما منذ فترة بدأ معي وسواس الموت، وبدأت تظهر علي أعراض الاكتئاب، وخفقان القلب، وأحيانا أشعر بمشاعر غريبة لا توصف مهما حاولت. وصرت أخاف من كل شيء حتى الجلوس في المقهى، والذهاب إلى أي مكان بعيد حتى الذهاب إلى المسجد، أخشى أن تعود لي تلك الحالة، ولن أجد إسعافات وأموت، ولكني خائف من الموت كثيرا، فحقا لم أعد أفهم ماذا يحدث لي؟ هل هو اضطراب، قلق أم اكتئاب، أم نوبات هلع، أم وسواس موت، أم شيء آخر لم أضعه في الحسبان؟ لم أعد أستطيع أن أفرح، ففي كل وقت خائف ومرعوب من الموت، ودائما أتحسس قلبي هل يدق أم توقف؟
فهل من حل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض التي ذكرتها في مجملها هي أعراض جسدية للقلق النفسي، مثل خفقان القلب، والتعرق، والآلام المختلفة، ونوبة الهلع نفسها قد تكون عرضا من أعراض القلق النفسي، لكن عندما تتكرر تسمى (اضطراب الهلع) وعموما هذا الاضطراب نفسه من اضطرابات القلق، وعدم علاج هذه الأعراض تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والخوف من الخروج لوحدك خارج المنزل؛ خوفا من أن تأتيك الحالة، هذه تعرف برهاب الساحة، ومعروف أن رهاب الساحة يكون مع كثير ممن يعانون من اضطراب الهلع.
إذن التشخيص واضح في حالتك، وهو اضطراب هلع مع رهاب الساحة، والأعراض الاكتئابية هنا أعراض ثانوية، نتيجة لأنك لم تتلق علاجا لاضطراب الهلع، وننصحك بتناول ما يعرف تجاريا باسم (سيبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام (نصف حبة) لمدة أسبوع، بعد الأكل يوميا، ثم حبة –أي عشرون مليجراما– يوميا، وسوف يبدأ مفعول الدواء بعد أسبوعين، ويتم اختفاء معظم الأعراض -إن شاء الله- في خلال شهرين.
وأنصحك بعدها بالاستمرار في تناول الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر؛ لكي لا تحدث انتكاسة وتعود أعراض القلق والرهاب مرة أخرى، وبإذن الله الاستمرار في هذا العلاج وإجراء تمارين رياضية –مثل رياضة المشي– والمحافظة على الصلوات، والأذكار، تعود طبيعيا وتعيش حياة طبيعية بإذن الله.
وللفائدة رجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).
وبالله التوفيق.