السلام عليكم

مشكلتي أن زوجي لا يسمح لي بالمبيت عند أهلي، لا أنكر أنه لا يحرمني من زيارتهم ولكن مرة في الشهر، أنا متزوجة منذ عام ورزقت بطفلة -والحمد لله-، حاولت معه بشتى الطرق فعندما أبكي يغضب ويصرخ في وجهي، وكلما تكلمت عن المبيت فهو وأمه يقولان لي: إن مبيت المرأة المتزوجة عند أهلها عيب وأنها ليست امرأة. كما أن حماتي دوما تقول لي: الوالدان لا يدومان للفتاة بل يدوم لها بيت زوجها. علما بأنها تطلقت من زوجها وعادت لبيت أهلها الذي وجدت فيه أذرعا مفتوحة.

منذ تزوجنا وأنا أترجى زوجي للذهاب لبيت أهلي، حتى يوم كنت نفساء وكنت أحس بكرب وضيق شديد في صدري، وكنت أبكي طيلة الوقت ولم أستطع التحمل، فطلبت من أمي أن تتحدث مع حماتي، ولكن رغما عن ذلك كانت حماتي ثابتة الموقف، حتى أن أمي حزنت، فقد كان كلام حماتي جارحا لها، كأنها تقول لها (انسي أن لديك ابنة) وقد بكت أمي كثيرا، عائلتي ليس لديها من يزورها في هذه المدينة سواي، فكل العائلة تعيش في مدينة أخرى ولا يأتيهم أحد، حتى إخوتي الصغار يبكون علي في كل مرة أزورهم عندما يأتي زوجي لأخذي، بيت أهلي ليس به اختلاط وعائلتي كلها متدينة -والحمد لله-، ولا تحدث أي مشاكل في بيت أهلي.

بالله عليكم انصحوني كيف أقنع زوجي؟ وكيف أجعله لا يأخذ رأي أمه فيما يخص حياتي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتسام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن لا تطيلي مع زوجك وأمه الجدال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يعينك على الخير ويحقق الآمال.

أحسنت باعترافك بأن زوجك لا يمنعك من زيارة أهلك ولكنه يرفض المبيت، فأظهري الفرح بما يقوم به معك واشكريه ثم اطلبي منه المزيد، وتوجهي إلى من قلب زوجك بين أصابعه، وتجنبي الاحتكاك بوالدته، واعلمي أن المسالة تتعلق بمفاهيم وتصورات وعادات، واعلمي أن من الناس من يرى جلوس المرأة بعد زواجها في بيت أهلها ومبيتها عندهم نوعا من التقصير من قبل الزوج، وأرجو أن تتفهموا أسباب الرفض، واعلمي أن الزمن جزء من الحل.

وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بالتأقلم والتكيف مع الأسرة الجديدة، ولا نريد لك أن تعلني شوقك الدائم لأهلك فإن هذا مما يؤثر على الزوج وأهله، ولكن اعتبري أهل زوجك أهل لك، وأشعري أهلك أنك سعيدة بأسرتك الجديدة، ونؤكد لك أن ما يحصل من الصغار من بكاء لن يدوم، كما أنك سوف تعتادين على الوضع الجديد، وكثيرا ما تبكي العروس في المراحل الأولى ثم تعتاد على البقاء عند زوجها الذى هو أولى الناس بها.

سعدنا بتواصلك مع الموقع، ونتمنى أن تتعاملي مع الموقف بهدوء، واستمري في التواصل مع الموقع لإفادتنا بالجديد، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.