أحببت زميلتي واتخذتها أختاً لي فخانت حقوق الأخوة ولكنني أريد مصالحتها فهل يمكن هذا؟

0 395

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شابة أبلغ من العمر (25) سنة، كانت لدي صديقة تكبرني بست سنوات، تعرفت عليها حينما كنت موظفة بإحدى الشركات، وبالرغم من أن صداقتنا لم يمر عليها سوى شهرين، إلا أنني أحببتها وتعلقت بها، واعتبرتها بمثابة أختي التي لم أرزق بها، وهي كذلك، علما أنها مثلي ليست لها أخت، لهذا كنا نشعر بأننا مثل الأخوات بالفعل.

للأسف هذه الصداقة الرائعة التي أضافت لحياتي معنى الأخوة الحقيقي قد تدهورت، فقد كانت تقع بيننا خلافات كثيرة، نعم نحن أخطأنا بحق بعضنا، وفي آخر خلاف بيننا كانت قد أغضبتني بتصرفها، وأهانتني بعض الشيء، وحينما واجهتها كانت إجابتها: (كفى افعلي ما تريدين)، أحسست حينها أنني لا أساوي في نظرها أي شيء، فبدلا من أن تعتذر، أو على الأقل تقوم بتبرير تصرفها، قامت بإهانتي مرة أخرى، صمت حينها وذهبت، فقد غضبت كثيرا، ومنذ تلك اللحظة قررت إنهاء العلاقة التي تجمعنا.

في الأيام الموالية، كانت تحاول التحدث معي، وكأن شيئا لم يكن، كنت أرد عليها ببرود، وكنت أتجاهلها، إلى أن أصبحت تتجاهلني، فصرنا مثل الغرباء، لكننا كنا نتبادل النظرات المسروقة، كان ذلك واضحا علينا، وكان من الواضح أننا اشتقنا لبعضنا، ولكن الكبرياء يمنعنا، فلم تستطع كلانا التنازل أو المبادرة بالصلح، ومرت شهور عديدة على خلافنا، .

أود أن أذكر لكم أنه كان معنا في العمل مجموعة من الفتيات اللاتي يكرهنني بسبب شخصيتي، فأنا فتاة شخصيتي انطوائية بعض الشيء، ولا أحب عمل العلاقات الكثيرة، لذلك كان الجميع يصفنني بالتكبر، وكن يقضين عدة ساعات في اغتيابي، لكن الأمر لا يعنيني أبدا، المشكلة أنني أصبحت أرى صديقتي بعد خلافنا تجلس معهم في معظم الأوقات، وأصبحت صديقتهم، ومع ذلك لم أهتم، وفي يوم من الأيام واجهتني مجموعة من المشاكلات معهن، فقررت ترك العمل والاستقالة منه، وقررت الذهاب والتكلم مع صديقتي، والاعتذار لها رغم كل شيء قبل مغادرتي نهائيا.

حينما كنت في طريقي إليها رأيتها صدفة وهي تغتابني بطريقة سيئة مع الفتيات، صدمت، وجمدت في مكاني، لم أتوقع منها هذا التصرف الدنيء، لقد جرحتني كثيرا، كيف لها أن تقلل من احترامي أمام أعدائي؟ وقد كنت احترمها وأحفظها في ظهر الغيب، هذه الفتاة التي تغتابني الآن كانت أختي، كنت أقدرها، ودائما كنت معها حينما تحتاجني، كنت أمسح دموعها حينما تبكي، أنا من كانت تفرح لسعادتها، وتواسيها في شدتها، واليوم صارت ضدي، وتقول عني ما ليس في، وتسيء بي الظن.

غادرت الشركة وذهبت إلى البيت، وبعثت لها رسالة قلت فيها: (أنت دمرت كل ذكرى جميلة كانت بيننا، تتكلمين وكأنك في حياتك لم تعرفيني، صرت لا أعرفك)، ولم ترد على رسالتي.

مرت سنة وأنا لم أتمكن من نسيانها أو كرهها، هل من المعقول أن تنسى الأخت أختها أو تكرهها؟ بالطبع لا، وهذا هو حالي الآن، أحس أن قلبي قادر على مسامحتها وأتمنى أن ترجع علاقتنا مثل السابق، لكنني لا أعلم إن كان الأمر مستحيلا أم لا؟ بعثت لها رسالة بمناسبة شهر رمضان كنت أريدها أن ترد علي كي أستطيع التحدث معها، لكنها وبكل أسف قرأت الرسالة ولم ترد.

أسئلة كثيرة تحيرني، هل من الممكن أن نسترجع علاقتنا بالرغم من كل هذا؟ وكيف يمكن أن أفعل هذا وهي لا تقوم بأي خطوة، فلا ترد على رسائلي، أم أنسى هذه الفتاة وأمضي في سبيلي.

شكرا جزيلا لمساعدتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يعين فتياتنا على معرفة حقوق الأخوة، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أحسنت بإصرارك على إبقاء شعرة العلاقة، وأحسنت بتسامحك مع الصديقة، ونتمنى أن تستمري على ما أنت عليه، من الرغبة في الخير، وابحثي عن صديقات صالحات، واسألي الله أن يحببك للجميع، وأن يحبب إليك منهن الصالحات.

وأرجو أن تعلمي أن وجود الفتاة مع جماعة النساء أمر في غاية الأهمية، وهو أمر يحتاج إلى صبر، والفتاة المؤمنة التي تخالط وتصبر، خير من التي لا تخالط ولا تصبر، والتداخل مع الناس يحتاج إلى مداراة، ومعنى المداراة: هي أن تتعاملي مع كل واحدة منهن بما يقتضيه حالها، وموقعها، ووضعها الاجتماعي، وحالتها النفسية، ومعلوم أن الكلام الذي تقبل به فاطمة، قد لا يعجب عائشة، ومن هنا فينبغي أن تكلمي كل واحدة منهن بما يناسبها، وهناك من تقبل المزاح، وهناك من يضايقها، فإذا بذلت لك أخت ما يناسبها، نجحت في حسن التواصل مع الجميع.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم عليك بالصبر، ونبشرك بأن العاقبة لأهله، ونعتقد أن رمضان الفضيل فرصة للتواصل مع الآخرين، وأن نعلن لهم عفونا وصفاء قلوبنا تجاههم، وإذا بادرت وتواصلت فقد قمت بما عليك، ولا تتأثري بتأخر الرد أو بعدمه، ولكن عليك بالإخلاص، وأبشري بالأجر والثواب، ولا تعاملية بردود الأفعال، أو تبحثي عن المقابل، فليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطع وصل، فكوني الأفضل دائما، وتذكري أن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- قال في شأن المتهاجرين: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

ونتمنى أن تنجح المساعي، وأن تعود العلاقة، ولست في كل الأحوال خاسرة، بل أنت رابحة إذا قصدت وجه الله، ولا تحاصري نفسك في دائرة ضيقة، واحشري نفسك في تجمعات الصالحات في المسجد والمحاضرات، فإن معرفة الناس كنز.

سعدنا بتواصلك ونفرح باستمرارك مع موقعك ونسأل الله أن يحفظك ويوفقك.

مواد ذات صلة

الاستشارات