السؤال
السلام عليكم.
قبل شهر ونصف نزلت من السيارة، وأنا أمشي شعرت بعدم توازن وضعف في قدمي، كنت أقف في طابور فأسرعت للجلوس وأنا أشعر بالخوف، ثم بعدها رجعت للسيارة وأنا ما زلت أعاني من عدم توازن ونبض سريع بالقلب، مع خوف.
تفكيري مشتت وعندي صعوبة في جمع الأفكار، تحدثت مع صديقي لدرجة أنه اعتقد أني تحت تأثير مخدر أو شيء، بعدها أخذت شيئا لآكله لكن لم أستطع بسبب وجود صعوبة في البلع، فأكلتها على قطع صغيرة، استمرت الحالة لساعات لا أذكر كم بالتحديد لكن بعدها ذهبت ورجعت طبيعيا، في اليوم التالي جاءني شعور بالخوف ونبض سريع، ذهبت للمستشفى بعد الفحص قال: إني أعاني من نوبة إجهاد، وفي نفس اليوم حصل معي نفس الشيء من النبض السريع والخوف وعدم التركيز!
صارت تأتيني حالات من الخوف وعدم التوازن والصداع طول اليوم، وفي يوم من الأيام كنت على وجبة مع الأصدقاء وفجأة شعرت بصعوبة بلع شديدة ثم جاءني صداع شديد فذهبت للمستشفى، وتم عمل ct scan وقال الدكتور: إنها نوبة إجهاد.
هل الذي جاءني أول مرة شيء خطير كجلطة صغيرة مثلا؟ وهل نوبات الإجهاد تسبب تأثيرا على النفسية؟ لأن نفسيتي تعبت جدا وأنا أنتظر الحالة تذهب؟
كنت أتناول علاجا bentyl dicyclomine لمدة أسبوعين، ولكن توقفت عنه بعد حدوث الحالة أول مرة، هل ممكن أن العلاج هذا له علاقة بالذي يصير لي؟
حاليا أمارس حياتي طبيعي لكن أجد صعوبة في النوم، وكل ما نمت يأتيني شعور غريب برأسي، كنبضة سريعة وقوية توقظني من النوم، وأرجع أنام وتأتيني حتى تذهب نهائيا وأنام، وخلال الدوام أشعر بشعور غريب خلف الرأس مع نبضات مفاجئة، وآلام غريبة وشعور بعدم التوازن، وأتجاهلها، سببت لي صعوبة في التركيز والتواصل مع الناس، وسببت لي كآبة، وشخصيتي تغيرت كثيرا لا أدري لماذا؟
أريد أن أعرف ما الذي في؟ لأني حاليا في أمريكا وأجد صعوبة في التواصل مع الأطباء، والله يجزيكم كل خير.
لا تحضرني كلمات لوصف الذي أشعر به، فهو ليس صداعا ولكنه شعور غريب فوق وخلف الرأس، وآلام تروح وتجيء، ونبضات مستمرة معي طول اليوم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: واضح جدا من وصفك للحالة التي انتابتك أول مرة وأنت تقف في الطابور أنها نوبة من نوبات الهلع، وهو نوع من أنواع القلق النفسي، وكل الأعراض التي أصابتك هي أعراض جسدية للقلق، القلق النفسي عادة له أعراض جسدية وأعراض نفسية، وصعوبة البلع هي من الأعراض الجسدية للقلق والتوتر؛ لذلك عندما أجريت لك الفحوصات مرة تلو الأخرى لم تظهر أي شيء، وهذا يقودنا إلى الإجابة على سؤالك الأول: ليست عندك جلطة أو أي شيء من هذا القبيل، فهذه الأعراض هي أعراض نفسية.
ثانيا: هل نوبات الإجهاد تقود إلى التوتر النفسي؟
نعم، وهناك نوعان من الإجهاد، هناك إجهاد بدني وإجهاد نفسي أو ما يعرف بـ (الاسترس) وهو أعراض جسدية وأعراض نفسية، وعادة يحدث عندما يمر الإنسان بظروف ضاغطة نفسية، وأحسب في حالتك الغربة، فوجود الشخص بعيدا عن أهله يسبب له ضغطا نفسيا، أيضا الدراسة ومشاكل الحياة، كل هذه الأشياء تسبب ضغوطا نفسية.
لا أعرف لماذا أعطيت لك هذه الحبوب، ولكن يبدو من اسمها أنها تتعلق بالجهاز الهضمي، ولكني على يقين أنها ليس لها علاقة بالأعراض التي أحسست بها، وهذه الأعراض التي تجد صعوبة في وصفها مثل آلام في الرأس – وهلم جرا – كلها أعراض للتوتر والقلق النفسي، وكما ذكرت أنك الآن في أمريكا، قد لا أستطيع أن أصف لك أي أدوية، ولكن يمكن أن أرشد للأشياء التالية:
أولا بخصوص النوم: يجب عليك أن تحدد ساعة معينة للنوم، تطفئ الأنور، ولتكن تهيئة الغرفة جيدا، لا تحمل هموم اليوم معك إلى الفراش، تناول كوبا دافئا من الحليب قبل النوم، تجنب المشروبات المنبهة بعد الساعة الخامسة مساء، خاصة الشاي والقهوة.
إذا لم تستطع النوم فلا تظل مستلقيا على السرير، قم من السرير وحاول أن تفعل شيئا آخر، مثل قراءة رواية مسلية أو مشاهدة برامج مسلية في التلفزيون – أو هذه الأشياء – حتى يأتي النعاس مرة أخرى.
بخصوص الأعراض الأخرى: حاول أن تسترخي، وأفضل طريقة للاسترخاء هي الرياضة البدنية – خاصة المشي – فالمشي يؤدي إلى الاسترخاء البدني، وبالتالي يخفف الأعراض الجسدية التي تصاحب القلق النفسي.
أخي الكريم: أنت في هذا الشهر الكريم وفي بلاد الغربة، لا تنس أن تحافظ على صلاتك، وأن تقرأ القرآن متى ما وجدت وقتا لذلك، ولا تنس الأذكار، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
كل عام وأنتم بخير، ومتعك الله بالعافية والصحة.