أعاني من مشاكل وأعراض مختلفة ولا أدري أنفسية أم جسدية؟ أفيدوني

0 161

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب، عمري عشرون سنة، أشكركم -أولا- على جهودكم الرائعة في موقع إسلام ويب.
الاستشارة:
في يوم من الأيام كنت أستمع لأحد الدعاة ليلا وهو يتكلم عن الموت والتوبة؛ فشعرت فجأة بفتور في الجسد، ودوخة، ودقات قلبي قد تسارعت بشكل ملحوظ، وأصبحت أرتجف، وأشعر بضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس حتى ظننت أنني سأموت في تلك اللحظة.

تكررت هذه الحالة في أقل من شهر حوالي ثلاث مرات في المرة الأخيرة، ذهبت إلى المشفى إسعافا
وحللت الدم، وقام الطبيب بعمل تخطيط للقلب، قال لي: إن كل شيء على ما يرام، لكن السكر مرتفع قليلا، وقال لي: بسبب الطعام في ذلك اليوم.

أعدت التحاليل مرة أخرى، والتخطيط أيضا أعدته ثلاث مرات والحمد لله، قال الطبيب: إنها سليمة.
والحمد لله هذه الحالة لم تعد لي أبدا بسبب اطلاعي وبحثي عن الأسباب، فتبين لي أنه ما يسمى بنوبات الهلع، علما أنني كنت آخذ دواء مضادا للاكتئاب أو مهدئا لكن ليس بانتظام، فكلما شعرت بضيق أخذت من الدواء.

الآن أعاني من القلق، وعدم النوم المنتظم، والخوف بدون سبب محدد، أصبحت أخاف من كل شيء، إذا أصابني ألم في قدمي أضخمه جدا، وأقول: إنني مريض، وإذا سمعت أن أحدا ما توفي نتيجة مرض معين يصبح لدي قلق غير طبيعي من أن أصاب بمثل هذا المرض.

أحيانا يراودني شعور بأنني لست مكاني، أو أنني لا أعيش ما أعيشه، أو بعدم واقعية ما أعيشه
أحس بعض الأحيان بوخز في الناحية اليسرى من الصدر، لكن هذه الأعراض تزول بمجرد صرف الانتباه عنها.

لدي خوف من الموت، أو أن أصاب بنوبة قلبية -لا قدر الله- وأعاني من توتر وشد رهيب لعضلات الصدر في الناحية اليسرى، وأحس بضربات قلبي في أي مكان أضع عليه يدي، وخصوصا على المعدة، أحس أن القلب في المعدة.

هذه الأعراض حولت حياتي كليا، إذ لا أشعر براحة أبدا، ودائما مشغول بالتفكير السلبي الذي أدرك تماما أنه لا حاجة له، لكنني لا أستطيع مقاومة الأفكار، وجعلتني لا أهتم بأي شيء إلا صحتي، فلا مظهري يهمني، ولا شكلي، ولا طعامي، ولا أي شيء، فما الحل؟ جزاكم الله خيرا.

للعلم أنا ضعيف جدا، ووزني حوالي خمسون كيلو، وإنني شاب كان لدي طموح كبير، وفقدت مستقبلي بسبب الحرب في سوريا، فهل هذا ممكن أن يؤثر على حالتي؟ وأعاني الآن من فراغ في الوقت لدرجة كبيرة، فهل حالتي هذه حالة نفسية أم أنها أعراض لمرض جسدي -لا قدر الله-؟

أرجو نصيحتكم جزاكم الله الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما عانيت منه -أولا- هي نوبات هلع، ونوبات الهلع هي نوع من أنواع القلق النفسي، ولكن الأعراض التي تعاني منها الآن والشكاوي المتعددة التي ذكرتها والخوف المستمر والاكتئاب والأعراض البدنية المتعددة، وتضخيم الأشياء، كل هذه أعراض لمرض التوتر والقلق النفسي، وليس ناتجة عن مرض عضوي، ولذلك أنصحك بالتوقف عن الذهاب للأطباء، وطلب الفحوصات المستمرة وطلب الكشف؛ لأن هذا يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، ولا يبدد المخاوف.

أنا أعرف ظروف الأوضاع في سوريا، ونحن بدورنا لا نملك إلا أن ندعو الله تعالى أن يقيل عثرة البلد الحبيب سوريا، وأن تعود بلدا معافى، ولكن الحياة مستمرة –يا أخي– وعليك بمحاولة -قدر الاستطاعة والظروف الصعبة- الحصول على عمل أو الانشغال بأي شيء يخفف عنك هذا التوتر والقلق الذي تعاني منه.

وإذا كان في إمكانك مقابلة طبيب نفسي فيكون هذا هو الأفضل، وإلا فيمكنك تناول بعض الأدوية التي تساعد في علاج هذا القلق، ويجب أخذها بانتظام وليس عند اللزوم، والابتعاد عن المهدئات، والدواء المفيد في هذه الحالة يعرف تجاريا باسم (سيبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (اسيتالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، نصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم حبة بعد الأكل، ويبدأ مفعوله بعد أسبوعين، وتختفي معظم هذه الأعراض -إن شاء الله تعالى- في ظرف ستة أسابيع أو شهرين، وبعدها يمكن الاستمرار عليه لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن التوقف عن تناوله بعد ذلك، ولا يحتاج التوقف إلى تدرج، فيمكن التوقف من تناول الدواء مباشرة بعد زوال هذه الأعراض.

هذه أمراض نفسية وليست أمراضا عضوية، وما تعاني منه هو اضطراب نفسي وليس مرضا عضويا، وهذا الدواء -إن شاء الله تعالى- يساعدك، مع القيام بتمارين رياضية مثل رياضة المشي –حسب الاستطاعة– والمحافظة على الصلاة والذكر والدعاء، عسى الله أن يخفف عنك وعن بلدك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات