السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة غير متزوجة، عمري 25 سنة، منذ بلوغي أعاني من اضطراب في الدورة الشهرية، فلا أشهد لها تواريخ منتظمة أبدا، فمنذ بضع سنوات مضت تأتيني مرة كل 4 إلى 6 أشهر، وتدوم 6 إلى 8 أيام، ثم أصبحت تدوم أكثر من 14 يوما، قرأت مسبقا عن البردقوش وأنه منظم فعال للهرمونات وكنز المرأة، فأخذته لمدة شهر واحد ولم أنتظم في آخره، نزل علي الحيض بعدها مباشرة ودام 10 أيام، وأصبحت تأتيني الدورة كل شهر أو ربما أكثر بقليل لتدوم 13/14 يوما.
هذه المرة نزلت الدورة منذ 5 من شهر يونيو ولم تغادرني حتى يومنا هذا، تنقطع يوما وتأتي بعده وتستمر أياما، وهكذا دواليك، وفي رمضان لن أصوم لأني قرأت حكم الاستحاضة. لم أزر طبيبة من قبل، وأختي كانت تعاني مثل هذا، فأخبرتها الطبيبة أن تنقص وزنها فاعتدلت دورتها، وهي حامل الآن، أنا أيضا أعاني من الوزن الزائد، فوزني 86 كغ وأحاول القيام بحميات وكلها تبوء بالفشل، لم أحبذ زيارة طبيبة لأني سمعت أن الدواء الذي يمكن أن يعالج حالتي يزيدني سمنة، ويزيد نسبة ظهور الشعر على الوجه وخصوصا اللحية.
أرجو أن تفيدوني بحل من فضلكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
متوسط الدورة الشهرية من 3 إلى 7 أيام، بالإضافة إلى أن الدورة المنتظمة تظل على عدد أيام ثابتة حتى ولو كانت طوال الوقت 21 يوم أو طوال الوقت 34 يوما، وما زاد عن 34 يوما يعتبر عدم انتظام في الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني، والسبب في عدم انتظام الدورة التكيس الذي يؤدي إلى ضعف التبويض، وبالتالي يقل هرمون بروجيستيرون الذي يفرز من جراب البويضة، ويصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.
والوزن الزائد أو السمنة أهم سبب من أسباب التكيس؛ حيث تزيد مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، ويرتفع هرمون الذكورة الذي يؤدي إلى ظهور حب الشباب، وظهور الشعر في أماكن غير مرغوب فيها؛ ولذلك فإن علاج التكيس يقلل من نسبة هرمون الذكورة، ويمنع تكون الشعر وحب الشباب وليس العكس.
والحمية الغذائية الناجحة تعتمد على الإقلال من السعرات الحرارية اليومية، وهناك حمية البروتين، بمعنى تناول البروتين الحيواني والنباتي مثل: الدجاج والسمك واللحم، والبقوليات والخضروات المسلوقة، والأعشاب الخضراء والفاكهة قليلة السكر، وترك السكريات والحلويات والمياه الغازية، والدهون والنشويات، مع ممارسة الرياضة، وسوف ينقص الوزن بالتدريج -إن شاء الله-.
كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.
وإنقاص الوزن مهم جدا لعلاج التكيس، ولكن لا بد لإعادة تنظيم الدورة، وعلاج التكيس وعلاج ضعف التبويض من تناول حبوب منع الحمل ياسمين (وهي تناسب الفتيات غير المتزوجات) لعدة شهور، يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذا العلاج ليس الغرض منه منع الحمل حيث أنك فتاة غير متزوجة، ولكن لوقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.
وإنقاص الوزن يتم من خلال الحمية الغذائية، ومن خلال المشي والرياضة، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا (3) أيضا يوميا حبة واحدة، مع حبوب Ferose F قرص واحد يوميا، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل لتقوية العظام ومنع مرض الهشاشة، مع الغذاء الجيد المتوازن.
وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وتناول مشروب أعشاب البردقوش والمرامية والقرفة وحليب الصويا، حيث أن لها بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في ضبط الدورة، ولكن لا تعتبر علاج يمكن الاعتماد عليه.
حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.