السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، طالبة في الجامعة، ورياضية، حدث لي أمر منذ تقريبا 6 شهور، وهو أني كنت أشاهد فلم رعب، وفجأة أحسست بضربات قلب سريعة يكاد القلب أن يخرج من مكانه، مع برودة في الأطراف، وجفاف في حلق، وظننت أنه الموت، إلا أنه بعد 3 دقائق اختفت هذه الأعراض بعد الاستغفار والتشهد.
ولما ذهبت إلى الطبيب، قال بأني تعرضت إلى نوبة هلع تعرف عندنا بالخلعة، ومنها أصابني نبض في البطن بجانب السرة، مما سبب لي القولون العصبي، فتدهورت حالتي النفسية، ومن الأعراض التي تنتابني: التنميل، وتوتر وخوف، ووسواس، واكتئاب لمدة 6 أشهر، ولكن بعض الأعراض خفت –والحمد لله- بسبب تناول بعض المهدئات.
والشيء الوحيد الذي يزعجني كثيرا ويقلقني الآن هو أنني عندما أنظر إلى المثيرات الجنسية، أو القيام بالعادة السرية والوصول إلى الذروة أشعر أن دقات القلب أصبحت تتسارع من جديد بشكل مخيف، مع جفاف في الحلق، وشد في الرقبة، وبعض الوخز في أطراف الجسم، وهذا لم يكن يحدث سابقا قبل التعرض للنوبة، وأيضا عند التعرض إلى موقف مخيف فجأة، حيث تحدث لي هذه الأعراض، وتدوم إلى 5 أو 10 دقائق، فقررت الإقلاع عن هذه العادة السرية المدمرة، لأني وجدت نفسي مدمنة عليها، وأجريت تخطيطا للقلب وتحليلا للدم وكان سليما.
أنا الآن متوترة، لأني مقبلة على الزواج، وخائفة على أن يؤثر هذا الشيء على حياتي الزوجية مستقبلا، فما الحل أو النصيحة؟ وهل هذا خطير على صحة القلب؟ وما سبب نبض البطن؟ وهل له تأثيرات في المستقبل؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالفعل النوبة التي حدثت لك هي نوبة هلع أو فزع أو هرع، وهي فعلا تتسم بتسارع في ضربات القلب، وشعور بالبرودة في الأطراف والجفاف، والإنسان قد يحس بأن منيته أصبحت وشيكة، والإنسان أيضا يأتيه دائما شعور بأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف.
نوبات الهلع دائما تعقبها وساوس ومخاوف وشيء من الكدر والتوجس والقلق التوقعي، وهذا هو الذي حدث لك على وجه الخصوص.
وما يحدث لك من استثارة عند ممارسة العادة السرية هو أمر معروف، لأن هذه المواقف المثيرة تؤثر تأثيرا شديدا على الجهاز العصبي اللاإرادي، وقد أحسنت أنك توقفت عن هذه العادة المدمرة، فهي قبيحة جدا وخاصة للفتاة، وأكثري من الاستغفار، وأحسني توبتك، واسألي الله تعالى أن ييسر أمر زواجك.
أنت ليس لديك مرض في القلب أبدا، النبض الذي تشاهدينه ناتج من القلق، لأنك تراقبين نفسك ووظائفك الجسدية خاصة دورتك الدموية بشكل لصيق.
إذا تجاهلي الموضوع تماما، مارسي بعض التمارين الرياضية، طبقي أيضا التمارين الاسترخائية التي أوردناها في استشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015)، وإن ذهبت إلى طبيب –الطبيب العمومي أو طبيب الأسرة أو الطبيب النفسي– فيمكن أن تتناولي أحد مضادات التوتر والقلق لفترة قصيرة، عقار مثل: (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، تناوليه بجرعة نصف حبة –أي خمسة مليجرام– يوميا لمدة أسبوع، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن تناوله، أعتقد أنه سيكون كافيا جدا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.