أحببت شخصا متديناً وأدعو الله أن يجعله من نصيبي، فهل فعلي صواب؟

0 597

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة في العشرينات من العمر، أحب شخصا التقيت به في إحدى المناسبات منذ أربعة أشهر، ومنذ تلك الفترة وأنا أدعو الله أن يكتبه من نصيبي، ولم يستجب لي حتى الآن، وما زلت أدعو الله ولن أمل -بإذن الله تعالى-، وأحيانا يشتد علي البلاء وأبكي من شدة العذاب، لست قادرة أن أقترب من هذا الشخص، أو أن أبتعد أو أنسى أو أتجاوز كل هذا، فأنا في المنتصف المميت، وفهمكم أكبر يا شيخنا، فالإنسان لا يملك قلبه بين يديه، وأحيانا تراودني أفكار أن أكلمه عبر المواقع الاجتماعية، لعل قلبه يلين، لكن لا أعلم ما الذي يمنعني إلى الآن، ماذا أفعل يا شيخنا؟ هل أكتفي فقط بالدعاء؟ أم أكلمه عبر الموقع الاجتماعي كأخذ بالأسباب؟ وبالله عليك يا شيخنا وكل من يقرأ استشارتي أن تدعوا لي، لعل دعائك يكون مستجابا في هذا الشهر المبارك، بالله عليك يا شيخ أن تدعو لي من قلبك.

ولن أنكر يا شيخ أنه منذ أن قذف الله بحبه في قلبي، وأنا تقربت من الله، بت أستشعر حلاوة الإيمان والصلاة والتسبيح والاستغفار، و-الحمد لله- استطعمت لأول مرة لذة الدعاء بفضله، فكيف لا يكون فيه خير فهو وجه خير بالنسبة لي، قد جعله الله سببا لهدايتي وتقربي من الله، وأسأل الله أن يتم نعمته علي ويكتبه من نصيبي، وآخذ بيده ويأخذ بيدي إلى الهداية.

مع العلم أنه شاب ثلاثيني قادر على الزواج، ومثقف ومتدين، أتمنى يا شيخ أن تدعوا لي وأنت صائم، بأن يجمع بيني وبينه في الحلال، ويبعدني عن الحرام بعد السماء عن الأرض، ويجعل بيننا حبا ومودة تدوم طول العمر، وعهدا علي يا شيخ وربي شاهد على ما أقول، لو استجيبت دعوتي أن أكون زوجة صالحة له، وأحيا معه حياة طيبة -بإذن الله تعالى-، أمانة تدعو لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الرغبة في صاحب الدين، ونسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن يرزقك دوام الطاعة، وأن ينفع بك، وأن يجمع بينك وبينه، ويرزقك الذرية الصالحة.

ما أعظم بالدعاء من سلاح، فأكثري من اللجوء للقريب المجيب، وحاولى التواصل مع أسرته، واسمعيهم في لباقة ثناءك عليه، ولا مانع من أن تسألي أخواته عنه، وسوف تصل إليه مشاعر الاهتمام، وعندها سوف تدخلين دائرة اهتمامه، كما أن القرب من أسرته سوف يتيح لك معرفة الأمور الأساسية، فربما يكون قد حدد وجهته، أو هو في الأصل مرتبط، وغير ذلك من الحقائق والمعلومات التي يمكنك البناء عليها وصولا إلى القرار الصحيح، والخطوات المناسبة.

أما مسألة التواصل معه، فلا نجد في أنفسنا ميلا إليها، وذلك لما يترتب عليها من سوء فهم، ومعظم الأسر ترفض العلاقات التي تنشأ في الخفاء، وعن طريق مواقع التواصل.

ويمكنك الاستفادة من بعض الفاضلات الكبيرات القريبات له، حتى يطرحن عليه الفكرة، كما فعلت نفيسة عندما عرضت خديجة على النبى -صلى الله عليه وسلم- في روعة وبلاغة، والنساء يجدن هذا الفن.

ومن الحلول المناسبة أن تجعلي محارمك يقتربون منه، ويتعرفوا عليه، وإذا كانوا صرحاء معك، فيمكن أن يعرضوك عليه، كما فعل عمر بعرضه لحفصة على الصديق وابن عفان -رضي الله عنهم جميعا-، ثم فازت حفصة برسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وتحري أوقات الإجابة، ولك منا خالص الدعوات، وأسعدنا تواصلك، ونتمنى أن تصلنا معلومات عن من حولك من المحارم، وعن من حوله من القريبات، حتى نقترح الخطط المناسبة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات