السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله في جهودكم العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين.
أعاني من قلق، وتوتر، وتسارع في نبضات القلب، فمثلا: عند الصلاة أخاف من أي صوت مفاجئ، مثل عطسة، أو سقوط شيء، والصلاة أغلبها تفكير سلبي، وصلاة الجمعة أذهب إليها متأخرا لهذا السبب.
والله أعاني من هذه الحالة جدا، والخشوع في الصلاة لا يوجد، إلا نادرا؛ بسبب هذا العناء، طبعا عند الخوف أتوتر، وأرتجف، وبسببه صرت في عزلة عن الناس.
والله يشفي جميع مرضى المسلمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حكمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي: أعراضك هي أعراض مخاوف بسيطة، وأنت قبل ذلك تناولت السيبرالكس من أجل علاج المخاوف، ولا شك أن السبرالكس دواء ممتاز جدا، وأعتقد أن الشيء الذي تحتاجه هو أن تعالج نفسك سلوكيا.
أولا: أن تتجاهل تماما هذه الأعراض، واعرف أن ما يحدث لك من خوف مفاجئ عند التغيرات المفاجئة كسقوط شيء مثلا، هذا نوع من قلق المخاوف، وتجاهله يعتبر علاجا رئيسا، ولا تتجنب، يجب أن تعرض نفسك لهذه المواقف.
صلاة الجمعة –أخي الكريم– يجب أن تستشعر قيمتها العظيمة، وتكون من الذين يحرصون على الذهاب إلى المسجد مبكرا لتكون من الذين يظلهم الله في ظله: (ورجل قلبه معلق بالمساجد)، لا شك أن كسر هذا الحاجز، أي كسر ذهابك دائما متأخرا إلى المسجد هو بيدك، أشعر نفسك بعظمة يوم الجمعة، واسأل الله تعالى أن تكون من الذين يذهبون في الساعة الأولى فيكون كأنه قرب بدنة، واجلس في الصف الأمامي، يعني الأمر يحتاج منك لتغيير فكري كامل، أن تستشعر أهمية الموقف، وأهمية الزمان، وأهمية المكان.
وأخي الكريم: موضوع الخشوع في الصلاة هو أمر تحدث فيه العلماء باستفاضة، ولك أن تقرأ كتاب (ثلاثة وثلاثون سببا للخشوع في الصلاة) للشيخ محمد بن صالح المنجد، والإنسان إذا ركز انتباهه، وجعل جوارحه خاشعة حين يدخل الصلاة، ويكون مستحضرا، وقام بالاستعداد التام للصلاة –وأقصد بذلك الاستعداد الذهني والاستعداد الشرعي– قطعا سوف يخشع وتخشع جوارحه، وهذا مهم جدا، الأمر أمر فكري في المقام الأول.
أخي الكريم: شارك الناس في مناسباتهم، وطور من المهارات الاجتماعية لديك من خلال الإكثار من الزيارات وصلة الأرحام وزيارة المرضى، هذا فيه خير كثير لك، وعلى نطاق العمل يجب أن تكون أيضا شخصا مبادرا ومثابرا وحريصا على أن تكون فعالا ومنجزا.
بالنسبة للعلاجات الدوائية –أخي الكريم– يمكنك أن تتناول دواء بسيطا مضادا للقلق، ولا أعتقد أنك تحتاج للأدوية القوية مثل السيبرالكس، عقار بسيط مثل الـ (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميا باسم (سولبرايد Sulipride) سيكون كافيا بالنسبة لك، والجرعة هي خمسون مليجراما، تتناولها ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.