كيف يمكنني معرفة وقت الطهر في الدورة الشهرية الطويلة جدا؟

0 246

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 19 سنة، عزباء، دورتي الشهرية غير منتظمة، فهي قد تستمر 7 أو 8 أو 9 أيام، وكل شهر تنزل بعدد من الأيام مختلف عن الشهر الذي قبله، هذا سابقا قبل أن أتخرج في المرحلة الثانوية، والآن قبل أشهر معدودة، أصبحت تنزل 13 يوما بشكل مستمر دون انقطاع، يعني أرى دماء مع إفرازات أو بدون إفرازات طوال 13 يوما، وهي تقل تدريجيا إلى أن تنتهي.

أما الآن فقد اختلف الوضع، أصبحت تنزل لمدة 14 يوما وربما 15 يوما، لكن بعد انقطاعها لمدة يومين تقريبا، فمثلا تنزل لمدة 7 أيام، وينقطع اللون الأحمر لمدة يومين، مع بقاء إفرازات صفراء، ثم يعود الدم الأحمر مع هذه الإفرازات إلى اليوم 14 أو 15 بشكل متقطع أيضا، أي لا تستمر طوال اليوم، فقد أجدها عصرا أو فجرا وتختفي باقي اليوم، وتنزل اليوم الذي يليه، وهكذا.

مع العلم أن دورتي ليس لها علامة طهر، فلا أرى القصة ولا يمكنني تمييز الجفاف، لأن الإفرازات الطبيعية تستمر طوال الشهر، فكما قلت صفات هذا الدم، أحمر ينزل فقط مع الإفرازات، وكلما استحممت ظنا مني أنني طهرت، يعاود النزول.

قرأت كثيرا، وفتحت الكثير من المواقع، ولم أجد ما يعطيني جوابا أكيدا، هل هذا دم حيض أم استحاضة؟ علما بأنني لا أراه في الشهر إلا بعد الدورة فقط، أي لا يستمر طوال الشهر، بالإضافة إلى أنني معتادة على رؤية الدم في أيام التبويض، فيمكنني تمييزه بوجود بعض الآلام أسفل البطن، وغالبا ما ينزل في اليوم 14، وهذا ما يجعلني مستغربة، فهل يمكن أن يكون التبويض بعد انتهاء الدورة مباشرة، أو في نفس اليوم الذي تنتهي فيه؟ وذلك لأن مدة الدورة طويلة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورتك -يا بنيتي- غير منتظمة، والألم الذي تشعرين به ليس ألم تبويض، بل ربما بسبب وجود أكياس وظيفية في المبايض نتيجة تجمع السوائل داخل البويضات التي لم تنفجر، وهذه الأكياس قد يتغير حجمها خلال الشهر، مما يؤدي أحيانا إلى الشعور بالألم.

وما تعانين منه -يا ابنتي الفاضلة- مرض يسمى غزارة الدورة أو (polymenorrhagia)، وهي تعني نزول الدورة الشهرية لفترات أكثر من 7 أيام، مع نزول دم أحمر بكثافة أكثر من المعتاد، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون الإستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط أو نزول إفرازات بنية، حسب حالة الخلل الحادث.

وغزارة الدورة تحدث بسبب مرض التكيس، وهو حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبيض السميك وتتحوصل بالداخل، مما يؤدي إلى ضعف التبويض، وبالتالي اضطراب في الهرمونات وتأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، وفي حالة التكيس يرتفع هرمون الحليب، مما يؤدي إلى ثقل في الثديين، ويرتفع هرمون الذكورة الذي يؤدي إلى ظهور شعر غير مرغوب فيه، وظهور حب الشباب، وبالتالي يجب فحص وظائف الغدة الدرقية TSH & FREE T4، وفحص هرمون الحليب Prolactin، وفي حالة تشخيص الكسل في الغدة أو ارتفاع هرمون الحليب، يجب أخذ العلاج المناسب.

وإنقاص الوزن عنصر أساسي في العلاج، وذلك من خلال عمل حمية غذائية جيدة، وأكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصا الحبوب مثل الشوفان وجنين القمح والفول النابت، وتلبينة الشعير المطحون، التي تعطي الفيتامينات والألياف المطلوبة لعلاج الإمساك وتقوية الدم، مع تناول المشوي من السمك والدجاج، والخضروات والسلطات، مع البعد عن الحلويات والسكريات، التي لا تعطي الإحساس بالشبع مطلقا، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تحرق الدهون الزائدة في جسم الإنسان.

ولتنظيم الدورة الشهرية ولإعادة بناء بطانة الرحم ولعلاج النزيف المتكرر، يمكنك تناول حبوب منع الحمل مثل ياسمين أو كليمن لعدة شهور قادمة، ثم التوقف عنها، وتناول حبوب دوفاستون أقراص Duphaston 10mg، وهي هرمون بروجيستيرون، يؤخذ قرص واحد مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة وحتى اليوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه، حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى، حسب انتظام الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، مع تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، وأخذ حقنة فيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأنها مهمة لتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، والاستمرار على تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وحليب الصويا والخضروات، وكل ذلك يساعد على التبويض الجيد، ويحسن عمل المبايض، لما لها من بعض الخصائص الهرمونية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات