أعاني من الدوار وأرى الأشياء تتحرك، فما سببه وعلاجه؟

0 313

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقكم الله، وأتمنى لكم التوفيق دائما.

سمعت عن الدكتور محمد عبد العليم كثيرا -حفظه الله هو وباقي الأطباء- وكثير من الناس يثقون في كلامه، وأنا أحد أفراد عائلتي نصحني أن أطرح مشكلتي عليه، وأنا واثق أني سأرتاح عندما يجيبني، ولا مانع لدي إن أجابني طبيب آخر، فأنتم جميعا رائعون.

مشكلتي هي: أنا طالب جامعي، عمري 21 سنة، منذ 9 سنوات تقريبا وأنا أعاني من الدوار، أرى الأشياء تتحرك بهذا الدوار، وأتذكر عندما كنت صغيرا، وأنا ألعب، وأدور بسرعة، ثم أتوقف فجأة؛ أرى الأشياء تتحرك، هذا ما أشعر به، وكنت عندها لا أعلم سبب الدوار.

أجريت كشوفات، وطلعت سليمة، ثم الدكتور كشف عن أذني، وقال: يوجد التهاب في الأذن، وهذا سبب الدوران. وأعطاني قطرة، وحبوب القطرة مكتوب عليها معقمة للعين، وقطرة للأذن، لكنه ممتاز جدا، فمن أول مرة أضعها بأذني؛ الدوار يختفي تماما، لكن بعد (5) أشهر أو (7) أشهر يعود، وبعض المرات بعد سنة، ودائما أذهب للكشف، ويقولون لي: أذنك ملتهبة. وأظن أنها التهاب الأذن الوسطى، ويعطوني نفس القطرة، وتذهب.

ذهبت لعدة دكاترة، ودائما يقولون لي: بسبب أذنك. وعند استخدامي القطرة تذهب تماما إلى درجة أن بعض الدكاترة حفظوني وحفظوا مشكلتي، وأحد الأطباء قال لي: راجع أخصائي أذن وحنجرة، فمشكلتك هي الأذن فقط. علما عندما يأتيني الدوار لا يوجد صداع، ولا فقد وعي، ولا أي حاجة سوى أني أرى الأشياء تتحرك طبعا بدون سابق إنذار، يأتيني وأنا أقود السيارة، أو عندما أشاهد التلفاز، أو إذا كنت أتمشى، علما أنه يوجد لدي ضعف نظر بالعين اليسرى.

عندما دخلت الجامعة اختلف الوضع، بالذات آخر مرة أتى لي الدوار -علما لي ثلاث سنوات وأنا أدرس- وأتى لي الدوار مرة واحدة تقريبا، وفي السابق تقريبا سنويا.

الآن صرت أوسوس، أخاف أن يأتي لي أمام أصدقائي، أو عندما أتمشى، أو عندما أخرج، أو عندما أذهب مع أصدقائي للتصوير، وأحس بتوتر بشكل مستمر تقريبا، وأحس رأسي مشدودا، وصرت أتوهم بالدوار أنه أتاني، وقلبي يضرب بسرعة، لكن لا يوجد صداع، وأحس أعصابي مشدودة، وتوجد رجفة بعض الشيء، فما هذا الذي أشعر به؟

بعدها أتى لي الدوار وأنا أتحدث مع أمي، ثم نمت، وذهبت لدكتور، وقال لي: لديك التهاب بالأذن، وأظن أنها الوسطى. وأعطاني القطرة نفسها، وفورا ذهب الدوار، وبعد مرور أسبوع قلت في نفسي: سأذهب لطبيب الأذن والأنف والحنجرة، وذهبت، وكشف على أعصابي، والطنين، وأذني، وقال: سليم، فقلت له: ربما من الرأس. قال: لا يوجد بها شيء. وأعطاني دواء للأذن الوسطى، لكن لم أستخدمه بسبب مشاكل عائلية.

ذهبت لطبيب آخر، وقال لي: من الأذن الوسطى. لكن لم يوضح شيئا، وأعطاني دواء (بيتاسيرك) بالإضافة إلى دواء آخر، وقال لي: استخدمه لمدة أسبوعين، ثم راجعني.

استخدمته أسبوعا ثم توقفت عنه، وبعد أسبوع عاد لي الدوار عندما جلست من النوم، وهي أول مرة يعود الدوار سريعا، ولا أعلم أن كان بسبب الدواء، وهذه الحادثة في بداية رمضان، فذهبت للطبيب بعدها، وقال لي: تعتقد من تعب الصيام. قلت له: مستحيل، أنا أعرف حالتي. قال: قم لنكشف، ولا يوجد شيء تقريبا، قال: سأعطيك دواء واستخدمه حتى ينتهي، فأعطاني (بيتاسيرك) حبتين لمدة (5) أيام، ثم حبة كل يوم حتى تنتهي علبة الدواء.

استخدمته لمدة (13) يوما، ولم يأتني الدوار أبدا، وفي اليوم (14) نسيت أن أستخدمه، وفي الفجر أتاني الدوار، ولا أستطيع أن آخذ الدواء؛ لأني صائم، لكني استغربت كثيرا هل إن قطعته سيرجع الدوار؟ علما بأن القطرة كانت تريحني كثيرا، لكن قلت: أريد حلا جذريا.

ماذا أفعل؟ علما أن الآن يخرج من أذني صوت بعض المرات، وألم بعض الشيء، ومادة صفراء، وأحس أنني أريد أن أدخل أصبعي في أذني؛ لكي أحكها، لكن لا أفعل، وأتحمل.

أتمنى الإجابة بالتفصيل على أسئلتي؛ لكي أرتاح قليلا:
- ما ذا يوجد بي؟
- هل هذا بسبب الأذن أو توجد مشكلة أخرى خطيرة؟
- هل إن توقفت عن العلاج سيعود لي الدوار مرة أخرى؟
- هل يوجد علاج جذري؟
- هل يمكن أن توجد مشكلة أخرى غير الأذن؟
- ما سبب الرجفة وسرعة دقات القلب والتنفس؟
- بماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيليا حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أنه عندك مشاكل في الأذن الوسطى –كما ذكرت– وبالفحص وشهادة كثير من أطباء الأذن الذين فحصوك وأعطوك قطرة للأذن ودواء، لكنك تتحسن وترجع لك هذه المشكلة مرة أخرى، وهذا الجانب الخاص بالتهاب الأذن الوسطى يجيب عليه أطباء الأذن.

واضح من كلامك أن هناك جانبا نفسيا واضحا، وهو ما أصابك من قلق وتوتر جرك إلى نوبات الدوار الذي تعاني منها، وأصبح هناك مخاوف وسواسية عندك، وهاجس من أن تعود لك هذه الأشياء بعد أن زالت، وهذا واضح أنه شيء نفسي.

أهم شيء يجب عليك ممارسة الاسترخاء والانشغال عن هذا الشيء، وتجاهله أحيانا، لأن التفكير الزائد فيه والانشغال به يؤدي إلى تكراره ويزيده.

الدوار –يا أخي الكريم– أحيانا يكون عرضا من أعراض القلق النفسي والتوتر، ولكن لا بد أن يصاحبه أعراض أخرى، مثل الشعور بالقلق والخوف، والتعرق، زيادة ضربات القلب، آلام مختلفة في الجسم، ضيق في الصدر –وهلم جرا– لكن حدوث الدوار فقط ووجود علامات معه فهذا يعني أن هناك مشكلة في الأذن الوسطى، ولكن هذا لا يمنع أن يأتي القلق والتوتر نتيجة للدوار نفسه، فيكون القلق والمخاوف والوساوس ثانوية للدوار، وتصبح مشكلة في نفسها، وأحيانا قد تؤدي إلى الدوار نفسه، ويصبح هناك نوعان من الدوار، دوار ناتج من التهابات الأذن الوسطى، ودوار نفسي ناتج من القلق والوسواس.

كما ذكرت فإن الجزء النفسي والأعراض النفسية تعالج بالاسترخاء، وبعدم الانشغال به، وتجاهله، والرياضة –رياضة المشي البسيط، خطوات بسيطة– والاسترخاء إما بالتنفس العميق والاسترخاء العضلي، والمحافظة على الصلاة والذكر... كل هذه الأشياء تساعد على الاسترخاء.

إلا فيمكنك زيارة معالج نفسي؛ لمساعدتك في الاسترخاء، أو عمل جلسات نفسية؛ لكي يعطيك إرشادات كيف تتغلب على هذه المخاوف الوسواسية والقلق والتفكير؟.

وفقك الله وسددك خطاك.
++++++++++++
انتهت إجابة د/ عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي وطب الإدمان،
وتليها إجابة د/ باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة
++++++++++++

الدوار حدث لديك مرة واحدة خلال الثلاث سنوات الأخيرة بعد دخولك الجامعة، وعادة أي مريض بالدوار نقوم بفحصه سريريا بفحص الأذن، وباختبارات الدوار؛ للتمييز بين أسباب الدوار، والتي على الأغلب تكون من مصدر الأذن الداخلية، ونادرا من مصدر عصبي مركزي، فهذه الاختبارات تميز بين هذه الأسباب، وتساعد في التشخيص.

بالطبع أسباب الدوار متعددة، ونلخصها بأسباب تتعلق بالأذن الداخلية، أسباب عصبية مركزية دماغية، أسباب عينية، أسباب تتعلق بالعضلات بشكل عام، وعضلات الرقبة بشكل خاص، أسباب داخلية مثل: هبوط السكر، وهبوط الضغط، وأسباب نفسية، وأي اضطراب في أي من هذه الأجهزة يمكن أن يسبب الدوار.

عادة بعد فحص الأذن، واختبارات التوازن، وفي حال وضع تشخيص دوار من منشأ الأذن الداخلية ؛نعطي علاج البتاسيرك (16) حبة ثلاث مرات يوميا، ولفترة تتراوح بين شهر لثلاثة أشهر، وفي حال وجود حالة معاندة على العلاج، أو حالة شديدة للدوار؛ قد يلزم إجراء استقصاءات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي النووي للرأس؛ لنفي الأسباب العصبية المركزية.

بالطبع في حالتك لا يلزم إلا المواظبة على البيتاسيرك لفترة أطول، ولا بد من إجراء فحص للعيون؛ حيث إن اضطرابات الرؤية من أسباب الدوخة.

لا يوجد قطرة تعالج الدوار، واستفادتك عليها في المرات السابقة يعني أن السبب ليس التهابا في الأذن الداخلية، والتحسن سببه نفسي، أو أن الدوار كان دوارا لحظيا عابرا، أو من منشأ آخر من أي من الأسباب التي ذكرتها سابقا، كان سيتحسن في كل الأحوال.

بالنسبة للحكة في الأذن، والمفرزات الصفراء، والألم، فهي علامات لالتهاب في الأذن الخارجية، أو الوسطى، وهي تعالج بتنظيف المفرزات بسحبها في العيادة الأذنية، والعلاج بالصادات الحيوية، والقطرات، والكريمات الأذنية بحسب الحالة.

التهاب الأذن الخارجية لا يسبب الدوار، وأما التهاب الأذن الوسطى فيسبب الدوار في حالات نادرة, حيث يكون الالتهاب شديدا, وبحيث تفرز الجراثيم سموما تدخل للأذن الداخلية, وفقط عندها يمكن أن تسبب الدوار.

لا يوجد علاج جذري للدوار, وهو قد يعود، وبكل الأحوال هو حالة سليمة إن كان السبب الأذن الداخلية (وهو الأغلب). ولا داعي للقلق منه, وحتى أن الدوار لديك لم يعاود منذ ثلاث سنوات, وتحسنت جيدا على البيتاسيرك.

أما الرجفة، وتسرع القلب فهو نفسي، ناقشه زميلي المحترم الدكتور/ عبد العزيز أحمد عمر.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مواد ذات صلة

الاستشارات