السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وقعت في معصية إدمان العادة السيئة، وفي الفترة الأخيرة كانت تصيبني آلام في الجانب الأيسر من الصدر بعد الممارسة بفترة تقدر بالساعات، وليس أثناء الممارسة، ويستمر هذا الألم لعدة أيام على فترات، يأتي ويذهب خلالها بشكل عشوائي.
كما أشعر بخفقان القلب بعد الأكل، وقد ذهبت لعمل (Echo) فكانت النتائج الطبيعية، وسأذهب اليوم لعمل رسم قلب بالمجهود، وأشرع الآن في البحث عن زوجة للخطبة، فهل أستمر في شروعي هذا أم أن الأمر قد يكون خطيرا؟ وماذا قد يكون إن لم يكن مرض بالقلب؟ (علما بأن تقرير الـ (ECHO) نفى الارتجاع.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل .. حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
الشروع في الخطبة والزواج هو الحل الأمثل لمثل ظروفك، وهو ما أوصانا به المعلم الأول والرسول الأعظم محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).
وممارسة العادة السيئة، والتفكير في العملية الجنسية أمر يؤدي إلى الإرهاق الذهني، وإلى احتقان الحوض، وإلى التهاب المسالك البولية، وطريق الشهوة لا آخر له، ولا يمكن أن تطفئ الشهوة بالشهوة، بل يزيد سعارا وهياجا، وهذه العادة السرية القبيحة تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس، والانطواء، والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرا، ولا حتى قليلا، ووقته مشغول، وفكره مرتبط بهذه العادة.
ومما لا شك فيه أن العادة السيئة تؤدي إلى كثير من المشاكل الطبية والنفسية، ومن ذلك الشعور بالوهن، والمتعة المصاحبة للعادة في الواقع متعة زائفة للحظات، يتبعها ندم شديد، وتأنيب للنفس لعدة ساعات، ولا يقطع حبل ذلك التأنيب إلا بالعودة إلى تلك الممارسة مرة أخرى، ولكن المحصلة في النهاية ليست في صالحك، بل تأخذ من رصيد حياتك يوما بعد يوم.
ومن المعروف أن جزءا كبيرا من الدورة الدموية يذهب إلى الجهاز الهضمي لعملية الهضم، فنشعر بتسارع النبض للجهد الزائد المطلوب من القلب، ولا قلق من ذلك، وقد يزيد الخفقان إذا كان لديك فقر الدم، ولذلك عليك بالطعام الجيد من الفواكه، والخضروات، والبروتين الحيواني، والحبوب، مع تناول مقويات للدم تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، وتناول رويال جلي، وأوميجا (3)، وكبسولات فيتامين (د) الأسبوعية جرعة (50000) وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة (2) إلى (4) شهور، مع تناول حبوب فوار فيتامين (C)، وحبوب كالسيوم، ولا خطورة في حالتك الصحية، بل بقليل من العقل والتفكير المنطقي تستطيع استرداد عافيتك، والتحكم في غرائزك.
ومن بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة هي الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة، والندم الشديد على فعلها، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة، والصلاة، والدعاء، والذكر، والخروج مع الأسرة والأصدقاء، والنقطة الأهم هي ممارسة الرياضة، مثل المشي الذي يحسن من الحالة المزاجية والنفسية، وترك الغرف المغلقة، ومتابعة الشاشات، والمواقع الهدامة التي تثير الغرائز، وتنتهي بك إلى ممارسة العادة السيئة. مع التعود على الورد القرآني اليومي، والالتزام بمواعيد الصلاة والأذكار، وأداء الواجبات المطلوبة، وبر الوالدين ورضاهما.
والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ). إذن نشغل وقتنا بالقراءة دينا ودنيا؛ حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية، والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس.
وفقك الله لما فيه الخير.