السؤال
السلام عليكم!
زوجتي من بعد وفاة أخيها وهي تزور أهلها بكثافة، واهتمامها في الذهاب والجلوس عندهم وانشغال فكرها فيهم بحيث في بعض الأحيان أشعر أن جسدها موجود عندي، وروحها وتفكيرها مع أهلها.
علما أني لا أريد قطع الرحم، ولا أحث على هذا.
وشكرا، والسلام عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اطلعت على استشارتك التي تدور حول شعورك بأن جسد امرأتك معك وروحها مع أهلها.
أخي الكريم، إنك تقول بأن هذا الشعور انتابك بعد وفاة أخيها، ومن المعلوم أن الوفاة في الأسرة مصيبة تقع عليها، لا سيما إن كان أحد الأبناء، فهو فقد عظيم يهتز له كيان الأسرة كلها، ويتأثر به الجميع، لا سيما في مجتمعنا الإسلامي، وهذا شعور لا يستطيع الكثير أن يخفيه، وأقل ما تقدمه زوجتك أن تواسي أسرتها في هذا الفقد الجلل، وتطول مدة المواساة وتقصر حسب وقع المصاب عندهم، وأرى أنه يجب أن يكون شعورك معهم، وتشاركهم هذه المأساة، وذلك بزيارتهم، وترك زوجتك معهم لتخفف عنهم حزنهم وألمهم، وبعد أيام ستعود لك زوجتك لتمارس معك حياتها الطبيعية، لا سيما الحياة الجنسية، وأرى أن هذا مصدر شكواك، وهذا خطأ، فالإنسان له شعوره وأحاسيسه، وهي لا تستطيع أن تخفي ذلك، لذا عليك أن تفهم الوضع النفسي الذي فيه زوجتك، وتشاركها شعورها ولو ظاهريا؛ لأنك بالتأكيد لا يمكن أن تحزن حزنها، واصبر على ذلك مدة من الزمن، والوقت كفيل بأن يخفف عنها أحزانها شيئا فشيئا، وستعود إليك كلها روحا وجسدا إن شاء الله، ولكن المهم أن تشاركها مشاعرها وأحزانها، لا أن تعيش بعيدا عنها، فهي شريكة حياتك، ولن تتخلى عنك أبدا، لكنه ظرف طارئ، فتحمله أخي.
وفقك الله لما فيه الخير والرضى.