السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أنا فتاة، من تونس، عمري 20 سنة.
مشكلتي بدأت في 3 أبريل في الليل حين كنت جالسة، أحسست أني مختنقة لا أستطيع التنفس، وجسمي كله متخدر، وأطرافي باردة، لكن متعرقة، ولم أنم تلك الليلة، ومن الغد ذهبت إلى الصيدلية وقست الضغط، فوجدته (150/100) وفي الليلة الموالية ذهبت إلى الاستعجالي وقمت بتخطيط وتحليل دم، وكانت سليمة، وظهر عندي فقر الدم بنسبة (10) ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني من نفس المشكل، وكنت أنتظر الموت؛ لأن الآلام كانت شديدة.
بعد (3) أيام من المشكل نزل الضغط ولم يرتفع بعدها، لكن أصبحت جهة صدري تؤلمني دائما، وكتفي الأيسر أيضا، وأشعر بضيق نفس، وقد عملت عدة تخاطيط قلب، وإيكو للقلب، وصورة صدر، وتحاليل دم كاملة، والنتائج سليمة.
في رمضان حين أفطر في المغرب تتسارع دقات قلبي، ويزداد النبض في بطني ومعدتي كثيرا، حيث أستطيع رؤية النبض، ولا أرتاح إلا حين أتقيأ.
عملت منظارا للمعدة، وعينات، والنتائج سليمة. مع العلم أني قبل هذا المشكل كنت أشرب كميات كبيرة من القهوة، أرجوكم أفيدوني، فأنا زواجي بعد شهر، ولا أجد الوقت حتى للتحضيرات بسبب هذا المشكل.
مع جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أن تناول القهوة بكميات كبيرة بالإضافة إلى فقر الدم، وحالة التوتر والقلق المصاحبة لتحضيرات الزواج، أدت إلى تسارع نبض القلب، والارتفاع المؤقت في الضغط، ولا يوجد لديك أمراض مزمنة، لا في القلب، ولا في غيره، فلك أن تطمئني إن شاء الله.
مع ضرورة العمل على علاج فقر الدم من خلال تناول كبسولات تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد، مثل (fefol) أو حبوب (ferose f) وذلك لمدة (2) إلى (4) شهور لتقوية الدم خصوصا وأن تناول فوليك أسيد في غاية الأهمية للتحضير للحمل -إن شاء الله- بعد الزواج.
مع ضرورة الاعتدال في شرب القهوة؛ لأن الإكثار من تناولها يؤدي إلى الخفقان، وتسارع نبض القلب؛ لاحتوائها على منشطات يحتاجها الجسم بكميات قليلة، والإكثار منها ضار، مع ضرورة التغذية الجيدة، وتناول الطعام الذي يحتوي على البروتين الحيواني، والنباتي، والفواكه والخضروات؛ لضبط الوزن، ولعلاج فقر الدم؛ لأن تناول النشويات والسكريات قد يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، مع زيادة فرص فقر الدم، ولا غرابة في ذلك، ومن الواضح أنك تعانين من بعض النحافة؛ لأن رؤية نبض الشريان الأورطي أو الأبهر يحدث مع النحافة، ولذلك من الضروري ضبط الوزن من خلال تناول الغذاء الصحي.
ألم المعدة والقيء يحدث بسبب الإكثار من التوابل الحارة، ولكن يظل السبب الأساسي هو وجود جرثومة في المعدة تسمى (H-Pylori)، ولذلك يجب عمل تحليل لها في البراز، وفي حال وجودها هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاثة أدوية تؤخذ لمدة (10) أيام.
والعلاج هو (klacid 500 mg) مرتين في اليوم، مع (flagyl 500 mg) ثلاث مرات يوميا، بالإضافة إلى تناول حبوب مضاد للبروتون، والتي لا تكفي وحدها للعلاج، ومنها (nexium 40 mg) قرصا واحدا قبل الأكل مرتين في اليوم لمدة أسبوع، ثم قرصا واحدا على الريق صباحا، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة -إن شاء الله-.
ويمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا قبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مثل الزبادي، وفاكهة الموز الناضج.
ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ، مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات، والانتفاخ، والمغص -إن شاء الله- مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، ومع علاج فقر الدم، والإقلال من المنبهات، وضبط الوزن، والتغذية الجيدة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء إن شاء الله.
وفقك الله لما فيه الخير.