السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة، كنت أعيش مع أسرتي في سلام، وتوفي أبي وبقينا نحن ثلاث بنات وولد، كنا بخير، لكن لا أعرف متى أصبح أخي الصغير البالغ من العمر 27 سنة لا يطيقني، ولا يحبني إطلاقا، ويتمنى لي الموت لدرجة أنه قال لأمي: يجب أن يعيش أحدنا في هذا البيت إما أنا، وإما هي.
أرجوكم، لقد اختصرت لكم القصة؛ لأن المشاكل معه كثيرة. أرجوكم أفيدوني، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طامعة حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرحم والدك وأمواتنا وأموات المسلمين، وأن يصلح الأحوال، وأن يطيل في طاعته الآجال، وأن يحقق الآمال.
كنا نتمنى أن تعرضي لنا لونا من المشاكل الخاصة مع شقيقك، ولست أدري لماذا هو رافض لك أنت تحديدا؟ وهل تقومين بانتقاده؟ أو تحاولين تخطيه في تصرفاتك؟ وما هي الطرائق التي يمكن أن تحصل بها التهدئة؟ ووو...
ونتمنى أن يكون للوالدة دور في التهدئة، وكوني الأفضل دائما، وهذا ما ننتظره من بناتنا؛ لأنهن مصدر الحنان والشفقة والعطف، وأنت أعرف الناس بطبيعة شقيقك، وبالظروف المحيطة به وبكم، ومن المهم أن تقدموه وتحترموه، وتدفعوه لتحمل المسؤوليات، وتذكري أن وراء كل عظيم امرأة، أم تعلم، أو أخت تشجع، أو زوجة تساند.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بأن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، وقل أن يخلو بيت من خلافات واحتكاكات، ولكن المهم هو كيف تدار الخلافات؟ وأين موقعها من مظاهر الوفاق الطافحة التي هي الأصل؟
سعدنا بتواصلك، وننتظر منك عرض نماذج وصور من المشكلات الحاصلة؛ حتى يسهل علينا تحليل الوضع، وتصور ما يحصل، والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
نسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الذنوب، وأن يعينكم على مخالفة الشيطان وعناده، فإن عدونا يئس أن يعبده المصلون، ولكن رضي بالتحريش بينهم.
وفقكم الله، وسدد خطانا وخطاكم.