أخي لا يصلي ولا يطيع والديه، فكيف نتعامل معه؟

0 258

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة لدي أخ عمره 20 عاما، وهو ليس قريبا من الله، ولا يصلي، وأخلاقه غير جيدة، وقد لازم أصدقاء السوء، ولا يطيق الجلوس في البيت، وأبي وأمي دائما يتحدثان ويتناقشان معه في أمره، فهو أيضا مهمل لدراسته، ويأخذها حجة؛ لكي يخرج خارج البيت، ويتغيب بعد منتصف الليل.

أبي وأمي لا يملكان سوى الاتصال به؛ ليحثوه على الرجوع؛ لينام في بيته، وقد تعبا منه من كثرة الكلام والنصائح، وهو يرى أنه على حق، وأن كل الناس مثله، وأصدقاؤه يساندونه على ذلك، ومهما قالا له ابتعد عنهم لا يفعل، بل وأحيانا يرفع عليهما صوته، ويخرج من البيت غاضبا، ويطول خصامه كثيرا، وعنيف مع من يناقشه في أمره.

أرجو ألا أكون أطلت، فقط أريد أن أشرح لكم حالته، وكيفية التعامل معه، و-كما قلت لكم- إنه يبلغ 20 عاما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يهدي شقيقك ويحقق الآمال.

لقد أسعدنا اهتمامك بأمر شقيقك، ونؤكد أن دورك كبير في الإصلاح والتصحيح، فاقتربي من شقيقك، وأشعريه بأهميته، وباحتياج المنزل إليه، وتفهمي وجهة نظره، واطلبي من والديك منحه شيئا من الثقة الممزوجة بالحذر، ونتمنى أن يقللا من إلحاحهما وتعليماتها، ويستبدلا لغة الأوامر والوصاية بأسلوب الحوار والإقناع، وهو في سن ينبغي أن تكونوا له أصدقاء أوفياء؛ ليبوح لكم عن آماله وآلامه.

وحبذا لو شجعتموه على التواصل مع موقعكم؛ ليستمع ويتحاور، ويقرأ للمختصين، وإذا كان لا يريد التواصل فننصحك بأن تجلسي معه، وتستمعي لكل ما يقوله (يفضفض) ثم انقلي لنا ما قاله؛ لنضع معا النقاط على الحروف.

وأرجو أن ترحبوا بكل استجابة منه، وتفرحوا لكل تقدم يحققه مهما كان طفيفا؛ لترتفع معنوياته، وتزداد ثقته في نفسه وتصوره عنها، والنجاح يقود إلى النجاح، ومن المهم تقديمه وإعطاؤه مسؤوليات، وتجنبوا التعليق على أصدقائه؛ فإن في ذلك اتهاما له بالسوء، والنقص، والعجز -هكذا تصل إليه الرسالة- فلا تتعجبوا إذا غضب، أو عاند، أو أصر على الالتصاق بهم أكثر.

ونتمنى أن تسلطوا الأضواء على إيجابياته، وتذكروه بأن مكانه بين الفضلاء، وأن التصرفات العوجاء كالعقوق لا تليق بأمثاله، على منهج {يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا}.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالاستمرار في التواصل مع موقعكم، ونسعد بالتوضيحات والإفادات؛ لأنها تساعدنا في التقييم والتقويم، وأرجو أن تنقلي تحياتنا لوالديك، ونطلب منهما أن يكثروا من الدعاء له؛ فدعوتهم أقرب للإجابة، وقلبه وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، ونحيي في والديك حرصهما الشديد، ونأمل أن يتجاوزا الأمور الصغيرة، ويتركا لك فرصة مناقشته بلغة شبابية، مع ضرورة أن تثبتوا له ما فيه من الفضائل والإيجابيات.

وقد أفرحتنا فكرة التواصل مع الموقع، ونتمنى أن تجعلي البداية بإصلاح ما بينه وبين الله، ثم تركزي على الأمور المهمة كالدراسة، وأسلحة المستقبل كتنمية المهارات، وتكوين الناجح من العلاقات...

والله المستعان، وعليه التكلان، وفقكم الله، وسدد الخطى، وأقر أعيننا جميعا بهدايته.

مواد ذات صلة

الاستشارات