أعاني من أعراض جسدية مختلفة أصابتني بالوساوس

0 238

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأطيل على حضراتكم قليلا وأرجوكم أن تقرؤوا ما سأكتبه إلى النهاية، فأنا منهار نفسيا، وأكاد أموت من الهلواس.

أنا شاب في ال 25 من العمر، أكاد أجن من بعض الأعراض التي تظهر لدي، ولا أعرف إلى الآن ما هي حالتي، وأولا أريد أن أقول لحضرتكم أنني كنت أعاني من الحساسية وأنا صغير؛ مما خلف لي ربوا، لكن اختفت الأعراض بالعلاج، ولم أعاود زيارة الطبيب، فالحالة لم تعاودني منذ سن ال(14) على ما أظن، وواصلت زيارة الطبيب إلى سن ال(17).

منذ سنة تقريبا بدأت تظهر لي أعراض أخرى، مثل التعب الدائم، وألم في الرأس، وغثيان، وحرقة في أعلى المعدة، مع انقطاع في الشهية، وفي العام الفائت أحسست بألم في صدري مثل الطعنة بسكين في الجزء الأيسر من الصدر؛ ففزعت، وانتابتني نوبات ذعر؛ لأنني خلت أنها آلام متعلقة بالقلب، فزرت طبيبا عاما، وقال لي: إنك لا تحتاج إلى كشوفات، وأن هذا الألم عادي، وهو ناجم عن شد عضلي يمكن أن يحدث بسبب التوتر، وأعطاني مسكنات ودواء مضادا للحساسية.

لم تزل تلك الآلام، بل إنها كانت مصحوبة بتعب وضعف عام، وآلام في الرأس، وحرقة في أعلى المعدة، وانقطاع في الشهية، ورفرفة أشاهدها في يدي أو رجلي، وأيضا كنت أعاني من قلق وتوتر شديد إلى درجة أنني دائما أتوهم أنني مصاب بمرض خبيث -عافانا وعافاكم الله-.

في هذه السنة (قبل ثلاثة أشهر من الآن) كنت أحس بضيق في النفس، مع خفقان شديد ودوخة، ولم أذهب إلى الطبيب، وذات يوم وأنا جالس في البيت بعد الأكل انتابني دوار، وصعوبة في التنفس، وخفقان شديد في القلب، وخلت أنني سأموت في تلك اللحظة، ولم أعد قادرا على التنفس، فأخذوني إلى مستشفى في حالة استعجالية، وكنت أقول للطبيب: إنني سأموت, ولا أستطيع التنفس. وذهلت من شدة الدهشة عندما قال لي الطبيب: إن حالتك عادية، ولست تعاني من أي شيء، ولا تحتاج إلى أي تدخل عاجل. وأجرى لي تخطيطا على القلب، وقال: إن قلبك ينبض بشدة. وطلب مني تحليلا للغدة الدرقية، وتحاليل دم أخرى، فأجريتها، وكانت كلها سليمة، وبالنسبة لضغطي كان عاديا أي (12.5).

عاودتني تلك الأزمة مرات كثيرة، وكنت في كل مرة أسيطر عليها دون الذهاب إلى المستشفى إلى أن ذهبت تلك الأزمة، لكن الآن أعاني من ألم شديد في الرأس من فوق، ومن الأمام والجانبين، وألم في الحنجرة، ورائحة كريهة تخرج من فمي، وتآكل في الشفاه، وبلغم شديد في الصباح يخرج من الحنجرة وليس من الصدر، وضيق تنفس، وخفقان في القلب، كما أحس في بعض الأحيان بآلام مفاجئة في منتصف الصدر تأتي في ثانية أو جزء من الثانية وتروح, هذا الألم يأتيني على شكل نبض فوق المعدة، وكأن قلبي موجود فوق المعدة.

كما أعاني من ضعف عام وتعب، ولاحظت أيضا عندما تصطدم يدي (خلف المرفق) بشيء؛ أحس بصعقة كهربائية في يدي، وعندما ألمس ذراعي فوق المرفق بقليل؛ أحس بتنميل يمتد إلى أصابع اليد، وضعف في الرؤية في الليل، وعادة ما تكون مصحوبة بألم في الرأس (هذه الأوجاع تشتد في المساء).

صدقوني أكاد أجن من الهلواس، وكل يوم ينتابني شعور أنني سوف أموت، أو سوف أصاب بنوبة قلبية، أصبحت شديد الهلواس، وذهني متشتت وغير قادر على التركيز في أي شيء، ولم أتحدث في هذا الموضوع مع أي أحد من أفراد عائلتي.

خلاصة ما أعاني منه هذه الأيام: الآلام تأتي مع بعضها في الرأس والحنجرة والصدر، وتمتد إلى فوق المعدة، وعدم القدرة على الأكل (لا وجود لتقيؤ) مصحوبة بحرارة في الحنجرة، ورائحة كريهة جدا في الفم، وانسداد طفيف في الأنف، ونبض قوي أشاهده في الرقبة عندما أتمعن في المرآة, أو عندما أضع جسما على صدري مثل الهاتف الجوال.

أكتب هذه الكلمات وأحس أن حالتي النفسية تزداد سوءا يوما بعد يوم، وأكاد أقول: إنني الإنسان الأكثر سوءا في العالم، أكاد أنهار نفسيا، وأحس بيأس شديد، وفقدان البسمة والضحكة، أرجوكم ساعدوني، أريد أن أعرف هل يجب علي أن أزور طبيب أعصاب أو طبيب حنجرة أو طبيب قلب؟

هل يمكن أن تكون حالة الحساسية التي كنت أعاني منها في صغري هي التي سببت كل هذه المضاعفات؟ لم يعد بمقدوري أن أفهم شيئا.

أحيانا عندما أتكلم مع أصدقائي، أو أذهب للبحر لأرفه عن نفسي؛ هذه الأعراض تختفي، ولا يبقى منها إلا القليل، هل يمكن أن تكون مشاكل نفسية؟

أرجوكم، قولوا لي ماذا أفعل؟ والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kahlouch حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المعروف أن مرض الربو الذي يصاب به الأطفال يشفى تماما بعد سن الثانية عشرة كما حدث معك، وقد يعود مرة أخرى بسبب السمنة، ولكن ليس لحالتك الصحية الحالية علاقة بالتاريخ المرضي لحالة الربو التي كنت تعاني منها، وهذه نقطة إيجابية يجب أن تنظر إليها.

والغثيان والحرقة في أعلى المعدة قد تحدث بسبب الأطعمة الحارة، وبسبب حالة التوتر والقلق التي تعاني منها، وقد تحدث بسبب جرثومة تصيب المعدة تسمى الجرثومة الحلزونية، وتسمى (H-Pylori) أو جرثومة (هيليكوباكتر) ولذلك يجب عمل تحليل لها في البراز، وفي حال وجودها أو تشخيصها هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو عبارة عن ثلاثة أدوية تؤخذ لمدة 10 إلى 15 يوما، وتعطي هذه الأدوية نتائج طيبة بعد انتهاء الجرعات، وتختفي الأعراض بعد نهاية العلاج -إن شاء الله تعالى-والعلاج هو (klacid 500 mg) مرتين في اليوم مع (flagyl 500 mg) ثلاث مرات يوميا، بالإضافة إلى (nexium 40 mg) قرصا على الريق صباحا ومساء لمدة 10 أيام، وفي نهاية الجرعات سوف تتحسن الحالة -إن شاء الله-.

ويمكن تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل والمقليات، والعشاء الخفيف ليلا، وقبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مع محاولة وضع السرير بشكل متدرج بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدمين بحوالى 30 درجة على الأفقي، وذلك بوضع أو وصل قطعة من الخشب في رأس السرير، وساعتها قد تستغني عن الوسادة، وهذا الوضع يمنع ارتجاع الحمض إلى الحلق، ويخلصك من ألم المعدة المتكرر.

ويمكن تناول خليط مكون من مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى انتظام حركة القولون، والتخلص من آلام المعدة.

حالة التوتر والقلق، والخفقان أو زيادة نبض القلب، والخوف المتكرر من الأمراض أمر مرتبط بمرض نفسي يسمى الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف ب (Social phobia) ويصاحبها تعرق وزيادة في نبض القلب، والأمر يحتاج إلى زيارة طبيب نفسي؛ لأن حالات الخوف المجتمعي والرهاب عموما (Phobias) قد تؤدي إلى ذلك الشعور بالاختناق، ويمكنك تدريب نفسك على أخذ نفس عميق وبطيء عدة مرات في الجلسة الواحدة؛ لتدريب الرئتين على دخول أكبر كمية من الأكسجين. والأدوية المضادة للتوتر والقلق والاكتئاب تناسبك، ويمكنك البدء في تناول كبسولات بروزاك (40 مج) لمدة شهر، ثم تناول كبسولات (20 مج) لمدة (5) شهور، وسوف تتخلص من حالة الخوف والقلق التي تؤثر على مجمل حياتك، مع ضرورة المتابعة مع الطبيب النفسي في كل مراحل العلاج.

مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية (50000) وحدة دولية لمدة (2) إلى (4) شهور، مع تناول حبوب الكالسيوم، ومنتجات الألبان خصوصا اللبن الرايب والزبادي؛ لتقوية العظام، وتعويض نقصه؛ لأن الدراسات أثبتت نقص ذلك الفيتامين عند قطاع كبير من البشر كبارا وصغارا، مع ضرورة تناول مقويات للدم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات