السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا طالب في السنة النهائية من كلية الهندسة، وقد حدثت مشادة بيني وبين أحد الأساتذة في السنة الثالثة، ورسبت تلك السنة بسبب ذلك، ومن بعدها كرهت الجامعة وأيامها، وتمنيت لو لم أدخلها من البداية، وتكرر رسوبي فيها لأربع سنوات مختلفة، منها السنة الحالية، والتي هي الأخيرة.
منذ سنتين لاحظ أبي زيادة العصبية، وضيق النفس، فقرر ذهابي لدكتور، وعندما ذهبت أخبرني أني أعاني من اضطراب ثنائي القطب، واستمريت على العلاج لمدة ثلاثة أشهر، ولم أتحسن، فتركته دون الرجوع لأحد!
الآن لدي شعورا دائما بالرغبة في الانتحار، ودائما ما أفكر في طرق، ويمنعني الخوف من الله، وتأنيب الضمير تجاه أبي وأمي.
أعاني من رعشة في اليدين، ورعشة في العين اليسرى مستمرة، ورغبة في البكاء، لا أستطيع التركيز على موضوع لأكثر من ربع ساعة، وأعاني من تأتأة في الكلام، وخلط بين أحرف معينة كحرف الجيم والكاف.
أدمنت العادة السرية بصورة غير طبيعية تتكرر لأكثر من مرة يوميا، وأدمنت السجائر.
أخذت قرارا بالتحويل من كلية الهندسة وبداية دراسة التجارة، فهل هذا قرار صائب؟
وأخيرا تقبلوا خالص شكري، وأرجو الرد سريعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالحميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم: اضطراب المزاج يؤثر كثيرا على حياة الشخص وعلى علاقاته مع الآخرين إذا لم يعالج، فالخطوة التي اتخذها والدك صحيحة، فإذا تم التشخيص السليم، وأخذ العلاج المناسب، والمتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج؛ فستتحسن حالتك -إن شاء الله-.
فأولا: ننصحك بالرجوع إلى الطبيب، فمن المؤكد أن لديه خطة علاجية معينة، فقد تتطلب حالتك زيادة في الجرعة، أو إضافة دواء آخر، أو إعطاءك دواء مختلفا عن الأول أكثر فاعلية، وما إلى ذلك من البدائل، فلا تحكم على عدم جدوى العلاج من أول مرة. فاستقرار حالتك المزاجية هدف أول في تغيير نمط حياتك، وبدونه قد تتراكم المشكلات، وتصبح عوامل هدم لآمالك وطموحاتك.
ثانيا: الحمد لله بعد كل المعاناة الماضية أنك وصلت إلى المرحلة النهائية من الدراسة، ولم يبق إلا القليل، فأنت صبرت على الكثير فلا تضيع المجهود الذي بذلته، وتبدأ من الصفر بسبب مشاجرة مع الأستاذ، وتأخذ الموضوع شخصيا، فتركك لدراسة الهندسة لا تضر الأستاذ بشيء، ولا تنقص من قيمته ومخصصاته، بل أنت المتضرر، فالكلية ليست ملكا للأستاذ، فإنما هو وسيلة تساعدك في التحصيل الأكاديمي، فإذا سامحته وطلبت منه العفو فأنت المستفيد؛ لأن الطالب يتخرج من الكلية ويترك الأستاذ فيها، فانظر -أخي الكريم- لمصلحتك الشخصية، وترو في اتخاذ القرار؛ لأن ذلك قد يكون مضيعة للوقت والجهد، ولا بأس أن تكمل دراستك الحالية، وإذا توفرت لك الظروف المناسبة ادرس مرة أخرى في أي كلية ترغب فيها.
ثالثا: العادات التي أدمنت عليها مثل التدخين، والعادة السرية، ربما تكون اتخذتها كوسائل لتخفيف الضغوط التي تواجهها في المرحلة الحالية، والحقيقة أنها لا تؤدي لذلك، بل تزيد المشاكل وتعقدها أكثر؛ لأنها تلعب دور المخدر، والمشاكل تكون كما هي.
فنريدك -أخي الكريم- أن تواجه المشاكل بالطريقة الواقعية، وتضع لها الحلول وفقا لمقتضيات ومتطلبات الواقع، ولا تهرب منها بممارسة هذه العادات؛ لأن الأضرار الناتجة عنها قد تؤثر على صحتك الجسمية والنفسية والاجتماعية.
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويغنيك بحلاله عن حرامه، ويرشدك لما فيه الخير.