السؤال
السلام عليكم.
أبي رحمه الله كان متزوجا، وعنده 6 أطفال، توفيت أم الأطفال، وبعدها تزوج من والدتي، وقامت أمي بتربية الأطفال، وعندما كبر الأطفال أصبحت هناك مشاكل بيننا وبينهم، وأصبحنا ندخل في خلافات، وآخرها كان قريبا.
غضبت والدتي غضبا شديدا، لدرجة أنها قالت: لا تريد رؤية أحد منهم، وأنا قمت بإصلاح الوضع بيننا وبينهم، ولكن أشعر أن والدتي ليست راضية من الصلح الذي تم، فهل يعد هذا قطع للرحم بالنسبة لوالدتي؟ وهل أعتبر عاقا لوالدتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضياء الحق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: جزاك الله خيرا على تفهمك للحالة النفسية التي فيها والدتك ووالدك وإخوانك، وجزاك الله خيرا على الاجتهاد في معرفة ما يحل وما لا يحل، وما يجوز وما لا يجوز، وهذا يدل على خير أنت فيه، نسأل الله أن تكون ذلك وزيادة.
ثانيا: ما فعلته أخي الحبيب هو الخير، فالصلح دائما خير، وإخوانك من أبيك قد حرموا نعمة الشعور بأم لهم، ووالدتك كذلك تشعر أنها تكلفت ما لا طاقة لها به، وتشعر أنها تعبت في تربيتهم مع أنهم ليسوا أولادها، وهذا التفهم منك سيجعل التبعة عليك أكثر؛ لأنك ستقوم بدور فاعل وعظيم، وأجرك عند الله كبير، فاجتهد أخي وامض في هذا الطريق وتحمل، وثق أن الله سيبارك لك في قابل حياتك.
ثالثا: لا تتوقع أن المشاكل ستنتهي بهذا الحلول، لذلك اجتهد أن تكون طويل النفس كثير الصبر.
رابعا: لا يعد ما قمت به عقوقا ما دام الأمر في إطار النصيحة، وما دمت بارا بها مراعيا حقها.
وأخيرا نوصيك أخي الحبيب أن تقترب أكثر من والدتك، وأن تجتهد في إيصال معنيين لها:
الأول: أنك متفهم ما بذلته في تربية إخوانك من أبيك، مع أنهم ليسوا أبناءها، وأخبرها أن الأجر من الله عظيم على ذلك.
الثاني: أخبرها أن الإخوة حرموا من وجود الأم لهم، وهذا حتما سيؤثر عليهم، والتحمل مع احتساب الأجر لون من ألوان المجاهدة في سبيل الله.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، والله المستعان.