السؤال
السلام عليكم
زوجي عصبي ودائما ما يغضب على أبسط الأمور ويكسر الأشياء، ودائما ينفعل حتى أمام ابنتنا، وهي عمرها سنة ونصف ولكن تخاف كثيرا وتفهم، ويحلف بالطلاق في غضبه ويغلط ويسب أحيانا، فكنت دائما أسكت لكي لا أزيد انفعالي أمام ابنتي، وأحيانا أصالحه، لأنه طيب ومعدنه طيب، ولكن لا أعرف لماذا الشيطان يتملك منه لهذه الدرجة على الرغم من أنه يصلي!
وهو لا يتأسف أبدا، فاليوم عندما حلف بالطلاق وقال كلاما جارحا قلت له: طلقني مادام الطلاق لعبة في يدك. فقال: لن أطلق إذا أعجبك، فطلبت والدتي وأخبرتها أني أريد الطلاق، فكلمته فأخبرها أنه مخطئ وجاء ليعتذر ولكن بدون رغبة، فغضبت أكثر، وتركني ونزل، ولكنه الآن انفعل ثانية، أنا تعبت ولا أعرف ماذا أفعل، خائفة أن يصل لحد أنه يؤذيني أنا وابنتي.
وللمعلومية والدته ووالده متوفيان، وأخته قاسية ودائما تساعده أن يبقى هكذا، ما عدا أخا له.
أريد حلا بسرعة، هل أطلب الطلاق أم أتحمل؟ لكن إلى متى وهو هكذا؟ وطلاقي منه لن يكون سهلا، وأخاف أن لا أقدر عليه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في، موقعك ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يهيئ لك السعادة والاستقرار، وأن يقر عينك بصلاح زوجك والأطفال الصغار.
لا تستعجلي في طلب الطلاق، واسألي الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، واعلمي أن في زوجك إلى جانب عصبيته كثيرا من المزايا وطيب الخصال، والعاقلة مثلك تتفادى ما يغضب زوجها، وتسعى في إرضائه طاعة لله ورغبة في ثوابه، وما من زوجة تصبر على زوجها إلا وتنال الخير؛ فالعاقبة للصابرين.
ولا شك أن المواقف المذكورة تدل على أن زوجك يحبك ويقدرك، ويحاول أن يعتذر ويصلح أخطاءه، وهذه كلها ميزات وجوانب تحسب له، والواقعية مطلوبة، والتكيف مع الوضع والمداراة معاني كبيرة نحن بحاجة إليها في تعاملاتنا وخاصة الأسرية، وأرجو أن تستمري في تفادي ما يثير غضبه خاصة في حضور الطفلة، ولا تحاولي مجادلته، كما قال الحكيم لزوجته: (ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب) وأجمل من ذلك ما جاء عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- ليلة بنائه بزوجته حيث قال لها: (إذا غضبت فرضني وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب).
ووصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى إبعاد أهلك وأهله، وحبذا لو تواصلتم مع موقعكم، ونحن لكم في مقام الأهل، ونعاهدكم أن نصلح ونحكم وفق ما يمليه علينا شرع ربنا، بخلاف التدخلات الأسرية التي غالبا ما تتحكم فيها العواطف والانفعالات فيتسع الخرق على الراقع، وتمتلئ القلوب بالغضب الذي يتطور -والعياذ بالله- إلى أحقاد، وقد أحسن الشاعر في قوله:
إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا ينجبر
وقد أسعدنا تواصلكم ونفرح بالاستمرار مع التوضيح، وحبذا لو تعرفنا على أسباب المشكلات، لأن معرفة السبب مما يعيننا ويعينكم على إصلاح الخلل والعطب بعد توفيق من أعطى الخيرات ووهب، القائل: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} والقائل: {وجعل بينكم مودة ورحمة}.
وفقكم الله للخيرات وسددكم ورفع لنا ولكم الدرجات.