كيف أتخذ القرار حول علاقة عبر الإنترنت؟

0 254

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا، وجعل عملكم في ميزان حسناتكم.

إخوتي، أنا مشترك بمجموعة على الفيس بوك، وفيها طلاب وطالبات، وكانت هذه الصفحة لمساعدة الطلاب في الدراسة والتسجيل على الجامعات، وكنت أساعد قدر استطاعتي إن كان من الرجال أو النساء، وكان الحديث فقط بموضوع الدراسة، وفي إحدى المرات تحدثت معي طالبة وساعدتها، وكان حديثنا فقط عن الدراسة، ولكن بالصدفة ذكرت أنها تحفظ القرآن، وكانت محترمة، والواضح أنها ذات خلق، فشدني إليها هذا الشيء، وبدأت أتحدث معها، وأحاول أن أفاتحها الحديث؛ لكي أتعرف عليها أكثر، أعجبت بها كثيرا، وأخبرتها بذلك، وبعد أن تأكدت أنها تميل إلي أيضا؛ قلت لها: أريد أن أتقدم لخطبتك، ولا أريد أن نتحدث على النت؛ لأنه فعل محرم.

وافقت البنت، ولكن بعد فترة حادثتها أكثر من مرة، وبدأنا نتحدث كثيرا، وبعد أن أخبرتها برغبتي في الزواج منها طلبت صورتها لكي أراها، وأرسلتها بعد إصرار كبير مني، وبعد أن وعدتها أن أمسحها بسرعة بعد أن أراها، وقد أرسلت لي صورة وهي محجبة، وكانت تعاتبني لأني لا أتحدث معها، وتقول لي: إنك تركتني ونسيتني. وتقول: إنك أول شاب أحبه أو أتحدث معه في خصوصياتي، وتقول لي: لا تجرحني وتهملني؛ لأني حساسة جدا ولا أتحمل الإهمال!

مؤخرا أصبحنا نتحدث كثيرا، ونتبادل البوح عن مشاعرنا، وأصبحت تحبني جدا ولا تستطيع الاستغناء عني، وأنا أيضا أحببتها كثيرا، والمشكلة أننا دائما نتحدث مع بعض ثم نتوب ونستغفر الله، وبعد فترة قصيرة نتحدث وبعدها نتوب، ماذا أفعل؟

هل أبقى على تواصل معها كل فترة؛ للاطمئنان فقط؛ لأنها تسكن بدولة أخرى ولا أستطيع الذهاب وطلب يدها بسبب قلة المادة أم أقطع العلاقة نهائيا؟ وهي قالت أنها ستنتظرني إلى أن أستطيع الزواج بها؟

أنا بصراحة حاليا محتار، إذا تزوجت هل سيشغلني عن إكمال دراستي؟

أنا أريد أن أكمل دراستي في فرع الهندسة؛ لكي يكون لي موضع قدم في نصرة الإسلام، ويكون لي شيء محدد أستطيع النفع به للأمة، ولكن حالتي المادية لا تسمح بأن أتزوج وأدرس في نفس الوقت.

وأنا لا أريد أن أنتظر إنهاء الدراسة ثم الزواج، لقد حيرني الأمر، وأنا في غربة عن أهلي في بلد آخر أعمل حاليا، وأحاول أن أتابع دراستي، ومن ناحية أخرى أتساءل: هل ستكون هذه البنت زوجة تساعدني على الدين وتربي أولادي تربية صحيحة بعد أن تبادلنا الأحاديث رغم أنني أنا الذي فتنتها؟ أستغفر الله على ما فات.

وفي حال سأتزوج بها لن أخبر أهلها أننا تعرفنا عن طريق الإنترنت، وإلى الآن لم أجد حلا آخر، كيف سأقول لأهلها طريقة التعارف بيننا؟

أرجوكم ادعوا الله أن يثبت قلبي ويباعد بيني وبين خطاياي كما باعد بين المشرق والمغرب. وجعلنا وإياكم ذخرا للإسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الحرص وحسن العرض للسؤال، ونتمنى إيقاف العلاقة حتى توضع في إطارها الحلال، واسأل الله المغفرة وصلاح الأحوال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.

مهما كانت النيات طيبة، والقلوب صافية، فإن التواصل مع البنات يوصل إلى الحسرات، والشيطان يستدرج ضحاياه، ومن هنا قالوا: (لا تخل بامرأة وإن كنت تعلمها القرآن) وعند الخلوة يكون الشيطان هو الثالث، والتواصل عبر الفيس أو أنماط التواصل الأخرى يعتبر خلوة.

والإسلام لا يقبل بالتواصل أو بالصداقة إلا في إطار المحرمية؛ عم أو خال أو...، أو في إطار العلاقة الزوجية، ومن هنا لا بد من التوقف، ثم المجيء للبيوت من أبوابها، وننصحك بإشراك أهلك، والسفر إلى بلدها؛ حتى تتمكن من رؤيتها، وتجد المبررات التي تقنع أهلها بأنك تعرفت عليها على الطبيعة، وليس في العالم الافتراضي، لأنك تعلم أن الناس غالبا ما يسيؤون الظن بمن يتعرفون ويتواصلون عبر وسائل الاتصال دون وجود غطاء شرعي، كما أن معرفة أهلها بوجود علاقة ومعرفة قد يكون سببا لتعنتهم ورفضهم.

وأرجو أن تعلم أن الاستمرار في التواصل دون وجود علاقة شرعية خصم على سعادتك وسعادتها، والبدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، والمعاصي نذير شؤم على الإنسان، فاتق الله في نفسك وفيها، ورغم صعوبة التوقف إلا أن الأصعب والأخطر والأكبر هو التمادي في علاقة لا ترضي الله، وإذا كنت جادا في رغبتك؛ فاجتهد في إعداد نفسك، وإخبار أهلك، والسفر والبحث عنها، وإلا فيجب أن توقفوا هذا العبث بالمشاعر.

وقد أسعدنا حرصك على الخير، والدوافع التي دفعتك للكتابة إلينا، ونتمنى أن تحتكم إلى قواعد الشرع الحنيف في علاقاتك وفي كافة أمورك، ونتمنى أن تجعلوا منتديات خاصة بالبنات، وأخرى للشباب؛ حتى لا تجدوا أنفسكم في مواقف تخالف الشرع، وتضر بالمستقبل العلمي والعاطفي لكل الأطراف، ألا {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب األيم}

وفقكم الله للخير، وقدر لكم الخير، ويسره لكم، وأرضاكم به، وجمع بينكما في الحلال.

مواد ذات صلة

الاستشارات