هجرت أخي منذ 3 سنوات وأريد مصالحته ولكني لا أستطيع.. فماذا أفعل؟

0 208

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا مخاصم لأخي منذ 3 سنين، وأريد مصالحته؛ لأن القطيعة محرمة، علما أنه أصغر مني بـ 4 سنين، لكن المشكلة أني لا أستطيع مصالحته لأني لا أكلمه نهائيا، وأحس أنه من المستحيل الكلام معه، أحس بصراع نفسي بين أني أريد أن أصالحه، وبين أني لا أستطيع ذلك.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي رغبتك في إصلاح ذات البين، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته لنا ولكم الآمال.

الفلاح والخيرية لمن يبدأ بالسلام بنص كلام رسولنا عليه الصلاة والسلام، فاغتنم الفرصة وعاند الشيطان، وتقدم نحو أخيك طاعة لمن لا يغفل ولا ينام، وصافحه وعانقه واسمعه من طيب الكلام، واعلم أن ما بينكما أكبر من الخصام، وذكره بأن أعمال المتهاجرين لا ترفع كما جاء عن رسولنا الإمام.

وأرجو أن تعلم أن الشيطان يصعب عليك المهمة، والشيطان لا يريد لنا الحب والوئام، بل إن عدونا يفرح لقطيعة الأرحام، وهم الشيطان أن يوقع العداوة والبغضاء بين الأنام، وقد أمرنا الله بمخالفة عدونا وباتخاذه عدوا، ولا يمكن أن تتحقق العداوة، ونحن ننفذ للشيطان ما يريد.

وانتبه فإن الشيطان سوف يقول لك أنت الأكبر، وهو الأصغر، فكيف تذل نفسك، ولماذا لم يبادر هو، ولكننا نذكر بأن الأكبر، والأفضل والموفق هو من يبادر بالسلام، ويقطع الخصام، فكن أنت الكبير وكن الأفضل.

ولا يخفى على أمثالك أن صلة الرحم عبادة، وأن قاطع الرحم على خطر عظيم، كيف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يدخل الجنة قاطع )، فأدرك نفسك، وكن عونا لشقيقك على الخروج من دائرة المعصية، فالأمر خطير وكبير.

وصلة الرحم لا تدوم إلا بنسيان الجراحات، والصبر على المرارات، ولا يوجد من صبر على أذى الأرحام مثل الأنبياء، وكلنا يعلم ماذا عمل إخوة يوسف في يوسف عليه السلام، فماذا فعل بعد أن التقى بهم، وقد مكن الله له قال لهم { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين }، وكلمة لا تثريب تعني لا لوم، ولا عتاب، ولا مساءلة، ولا مؤاخذة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن قلب أخيك وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، واعلم أنك على خير مهما كانت ردة الفعل من الطرف الآخر، ونتمنى أن تتابع معنا، ونسأل الله أن يعينك على قهر عدونا الشيطان.

سعدنا بتواصلك ونفرح بتواصلك لنتابع سويا محو آثار الخصام، ونسأل الله أن يرفع قدرك، وأن يوفقك على الدوام.

مواد ذات صلة

الاستشارات