السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 16سنة، وأنا أعاني من العادة السرية، وهي تسبب لي الإحباط، وهي الحل الوحيد أمامي، لأنه لا يوجد من يتواصل معي في المنزل، كأني خلقت لأجل أخدمهم فقط، وكل ما أتكلم في أي موضوع يقولون لي: اسكت.
لا أدري ماذا أعمل؟ أريد أن أتخلص من العادة السرية ولكن دون جدوى، لا تقولون لي الزم أصدقاء صالحين، ما لقيتهم، وحتى أصدقائي الذين أجلس معهم اختلفنا وتركتهم، حتى أتخلص من كل شيء، لأنهم لا يعينوني على ذكر الله، وكلما ذكرتهم بعذاب الله وأننا لابد أن نصلي، يقولون لي: أنت قاعد معنا لأجل تكسب منا ثوابا فقط!
أريد أن أتخلص من العادة ولا أعرف كيف؟! وأنا أميل للوحدة؛ لأن الوالدين دائما في خلافات، فأحب العزلة.
أرجو وجود حل لمشكلتي، وأنا أحاول أترك العادة السيئة يومين وأرجع لها، وأتوب وأرجع وأتوب وأرجع، أحس أن ربنا لا يقبل توبتي لأني كلما أتوب أرجع.
كنت أصلي وأبكي من الخشوع، أما الآن فلا أبكي، أصلي ولا أتلذذ بالصلاة.
أرجو الإفادة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يصلح حالك، وأن يمن عليك بصحبة صالحة طيبة مباركة، تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يجعلك من الناجحين المتميزين المتفوقين، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل- فأنا أحب أن أبشرك بأن مجرد اتصالك بهذا الموقع وعرضك لمشكلتك يدل على أنك قادر على التخلص من العادة السيئة، وأنك ستكون أفضل وأحسن في المستقبل -بإذن الله تعالى- كون الإنسان يشعر بأنه في مشكلة ويطلب من غيره أن يساعده، معنى ذلك أن هذا نصف الحل، وأنا أبشرك -بإذن الله تعالى- أن أحوالك في المستقبل ستكون أحسن.
فيما يتعلق بالعادة السرية من أنك تتوب منها وترجع إليها، فأنا أعتبر كونك تستطيع أن تتركها ليومين أو ثلاثة أو أسبوع، هذه علامة من علامات النجاح، وهذا دليل أيضا على أنك قادر على أن تتركها بالكلية، ولكن لعل الظروف المحيطة بك في الأسرة هي التي تدفعك إلى هذا، خاصة - وكما ذكرت - أن الشباب أو أصدقاءك الذين تعيش معهم أو الذين كانوا لك أصدقاء، لا يريدون أيضا أن تكون مذكرا لهم بما يجب عليهم تجاه دينهم، ويعتبرون ذلك نوعا من التزمت أو غير ذلك، فأنت لا تجد فيهم العون على الطاعة أو العون على العبادة.
لذلك أنا أول شيء أحب أن أقوله لك: مواصلتك الصلاة والمحافظة عليها عامل من عوامل القوة الذي ينبغي ألا تفرط فيه مطلقا، حتى وإن ارتكبت ذنوبا تملأ الأرض وما بين السماء والأرض، لأن الصلاة هي أعظم سلاح تستعمله في وجه الشيطان والشبهات والشهوات المحرمة، فحافظ على الصلوات بكل ما أوتيت من قوة، وخاصة صلاة الجماعة، ولا تترك المسجد إلا بعد أن تنتهي من أذكار ما بعد الصلاة، ثم تحافظ على السنن، وتحافظ على أذكار الصباح والمساء.
وكم أتمنى أن تجتهد في إدخال برنامج للقرآن الكريم في حياتك، بمعنى أنك إذا كنت تحسن التلاوة أن تحفظ ولو كل يوم صفحة، وإذا كنت لا تحسن التلاوة فإذا كان هناك أحد قريب منك يستطيع أن يعينك على تصحيح التلاوة يكون هذا رائعا، وإذا لم يتيسر ذلك فعلى الأقل تقرأ كل يوم معدل جزء من القرآن أو نصف جزء من القرآن كحد أدنى، حتى تكون دائما على تواصل مع الدستور الذي هو الهدى والنور، لأنك بذلك سوف تضيء حياتك بالقرآن، وستشعر بأن لديك قوة جديدة تعينك على التخلص من كل هذه المشكلات الموجودة.
فيما يتعلق بالعادة السرية: أنت تفعلها برغبتك، لا يوجد هناك أحد يجبرك عليها، ولذلك كما أنك تفعلها برغبتك فثق وتأكد أنك لا بد أن تتركها برغبتك، ولكن تحتاج إلى قرار جاد وقرار قوي وشجاع وجريء، ليس مجرد رغبة، لأن الذي لاحظته من كلامك أنها رغبة وليست قرارا، فأتمنى أن يكون قرارا، تجلس مع نفسك تقول: (إلى متى هذه المعصية؟ من اليوم أنا تائب من هذا الذنب) لأنه فعلا الإحباط الذي تتكلم عنه هذا جزء قليل من كثير، لأن هذه المعصية - والعياذ بالله تعالى - سوف تضعف بصرك، وستضعف عظامك، وستضعف عقلك وتفكيرك، بل هناك أمر أعظم من ذلك، أنك عندما تتزوج ستشعر بأنك لست سعيدا مع زوجتك، الذي يفعل هذه العادة ويستمر عليها يعرض نفسه للدمار، فأتمنى أن تقف وقفة جادة وتأخذ قرارا بالتوقف عن هذه العادة المحرمة، والله تعالى يقول: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
هناك أيضا أصدقاء لا يزعجونك ولا يسببون لك أي حرج، ألا وهم الكتب، أتمنى أن تذهب إلى بعض المكتبات وتحاول أن تقتني بعض الكتب التي أسعارها معقولة تتناسب مع ظروفك، ولتكن حتى الكتب القصصية كسيرة الصحابة أو التابعين أو غيرهم، أو أشياء ومواد أنت تحبها وتحب أن تقرأها، وخير صديق في الزمان كتاب، ستشعر بأن معلوماتك قد زادت، وأن تركيزك قد زاد، وأن نفسك قد استراحت واطمأنت، وأن المعصية قد توقفت، وأنك أصبحت أقرب إلى الله تعالى.
عندما يأتي العام الدراسي حاول أن تركز على دراستك، وأن تنتبه إلى شرح المعلمين، وأن تضع في اعتبارك أن تكون الأول على مجموعتك، وثق وتأكد أنك ستصل إلى ذلك.
وبالله التوفيق.