السؤال
السلام عليكم
أنا من المغرب، عمري 23 سنة، أعاني من الكثير من المشاكل النفسية والجسدية، هذه المشاكل بدأت منذ منعي من الدراسة عندما كنت في الصف السابع من طرف أهلي بحجة أن البنت مكانها بيت زوجها، في طفولتي كنت فتاة شقية مرحة واجتماعية، وسرعان ما أنشئ علاقات مع الأشخاص، وكنت متوسطة في دراستي، أما الآن فحالتي تسوء، أصبحت أنسى كثيرا وأتلعثم في الكلام، وأنسى كلمات أريد أن أقولها وأتذكرها بصعوبة، وهذا يسبب لي الإحراج، فأتجنب الحديث مع الناس خاصة الجنس الآخر، لدي رهبة شديدة من الكلام معهم أو النظر إلى وجوه الناس، فأنا لدي مشكلة في عدم الثقة في النفس، الكل ينشد بجمالي ولكن عندما أنظر في المرآة أرى العكس، وأشعر أني أعاني من الحول في عيني اليسرى، مع العلم أني لا أرى بها جيدا.
لدي صديقة واحدة أو اثنين، أهلي يمنعونني من الخروج والمشاركة في الأنشطة والجمعيات، أشعر أني مقيدة، وأن طاقتي حبست في جسد ضعيف وشخصية منكسرة، أشعر كأني عجوز مصغرة، أعاني من الاكتئاب بسبب رهبتي من المجتمع والخوف من عدم نجاحي في زواجي، أو أن خطيبي سيتركني لأني مملة، أنا الآن غير مرتبطة.
والنسيان أتعبني والصداع، ورعشة يدي أهلكت نفسيتي خاصة إذا انتبه أحد لي، أحتاج للمساعدة، مع العلم أني لن أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، وأيضا أعاني من أمراض تأتي وتذهب مثل: حرقة المعدة والتعب بدون سبب.
أرشدوني فأنا أشعر أن حياتي تضيع وأنا لم أفعل شيئا يفيدني فيها، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المؤسف حقا - يا ابنتي - أن هناك لا زالت بعض الأسر في مجتمعاتنا تمنع بناتها من تلقي العلم بحجة أن الوضع الصحيح للبنت هو المنزل والحياة الزوجية، وتلقي العلم واستمرار الدراسة لا يتعارض مع تزويج البنت - أو المرأة - وإنجابها ورعاية أسرتها، بل في كثير من الأحيان العلم ودراسة العلم يصقلان شخصية الفتاة ويجعلانها تكون أما مثالية أو أما قادرة على تربية أبنائها والاهتمام بزوجها بصورة أفضل وأحسن، وطبعا لا يمكن أن أتدخل مع أهلك وأقول لهم هذا الشيء وأن أغير من مفاهيمهم، ولكن يجب عليك ألا تستسلمي، يمكنك أن تغيري حياتك حتى داخل المنزل، لأنك ذكرت أن كل هذه الأشياء بدأت عندما منعت من الدراسة.
عليك بالاستمرار في التحصيل والمطالعة داخل المنزل، والاستعانة بأقاربك الذين تفهموا هذه الأشياء، بأن يحضروا إليك كتبا دراسية أو كتبا للتحصيل، وتواصلي القراءة داخل المنزل، فإن هذا سيساعدك كثيرا، ويبعث فيك الأمل، ويقلل من التفكير السلبي الكثير الذي انتابك وشرحته من خلال رسالتك.
الشيء الآخر الذي أود أن ألفت النظر إليه، موضوع صعوبة النظر بالعين، فهذا يستوجب الذهاب إلى طبيب العيون أو إلى فني للبصريات وفحص البصر، فإذا كان هناك ضعف في البصر فيجب تحسينه إما بالاستعانة بالنظارات الطبية أو العدسات - وهلم جرا -.
كما ذكرت أنك لا تستطيعين الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن تستطيعين القيام بأشياء بنفسك - كما قلت - داخل البيت، وأهمها كما ذكرت: محاولة القراءة والاطلاع، وعمل تمارين للاسترخاء داخل البيت، من ممارسة رياضات خفيفة، كالمكانيزم أو رياضة اليوغا حتى داخل المنزل، واتباع هوايات مفيدة، وتقوية العلاقات حتى مع صديقتك، وعدم الالتفاف إلى التفكير السلبي، والنظر بإيجابية للحياة، والتفاؤل، والمحافظة على الصلوات، وقراءة القرآن، وإن شاء الله تعالى سيجعل الله لك مخرجا.
أنا لا أرى أنك تحتاجين إلى أدوية نفسية في هذه المرحلة، والعمل -إن شاء الله تعالى- بهذه النصائح قد يفيدك كثيرا للخروج من هذه النظرة السلبية والأعراض التشاؤمية.إلى الحياة.
وفقك الله وسددك خطاك.