كيف أتعامل مع أم زوجي غير المسلمة؟

0 248

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا الموقع من نفع للمسلمين.

أنا سيدة متزوجة ولدي بنت، وزوجي كندي الجنسية وقد أسلم -ولله الحمد-، علاقتي معه ممتازة -والحمد لله- فهو ملتزم وحسن الخلق.

مشكلتي تكمن في أمه غير المسلمة بشخصيتها المتسلطة، فقبل إنجاب ابنتي كانت علاقتنا هادئة، ولم تكن العلاقة جيدة بحكم أنها غير مسلمة، ورفضها للعديد من تصرفاتنا، وطريقة معيشتنا أنا وزوجي، ولكن -بفضل الله- كنت أتجاهلها، وأحاول الإحسان إليها لعل ذلك يكون سببا في إسلامها، ولم أكن أحاول دعوتها، بل إن زوجي كان يتولى ذلك، وكنت أحاول أدعوها بحسن الخلق.

وبعد ولادتي أصبحت تريد التحكم في حياتنا، وفرض أسلوبها وأفكارها المنحلة في طريقة تربية ابنتي التي أصبح عمرها سنة ونصفا، فهي تحب الفاحشة والزنا، وتؤيد المثليين، وتكره الإسلام والعفة، وتكره نقابي، وفكرة عدم عملي، وزوجي هو من يتولى القوامة علي، ومنذ ولادة ابنتي وهي تحاول كسر التعلق الذي بيني وبين طفلتي، وتكره أن أرضعها، وقالت لنا: إن الطفلة لن تكبر لتكون مسلمة، ويمكنها أن تفعل مثل قوم لوط، وأن تزني ويكون لها صديق، فمنذ ذلك الوقت ساءت علاقتي بها، فلا أتودد لها، ولا أكلمها بالهاتف، ولا أحتك بها كثيرا، وأقتصر على الزيارات فقط، دون فتح أي مواضيع معها لكي أمنع تدخلها في حياتي.

قامت بالعديد من المحاولات لإقناع زوجي بحضور أعيادهم الكافرة، ولكنها فشلت، وبعد أن لاحظت أننا ابتعدنا عنها بدأت تحاول تحسين تصرفاتها، وعدم إظهار الكره ورفضها لطريقة تربية بنتي، إلا أنه من فينة لأخرى يفضح الله ما بداخلها رغم تمثيلها، ورغم كل محاولاتها الآن لإصلاح العلاقة، وإظهار عكس ما تكن لنا، إلا أنني لا زلت لا أثق بها، وأحاول تقليل الاحتكاك بها.

فهل يحق لي حماية ابنتي منها؟ فالطفلة لا ترتاح بالجلوس معها، ولا يخفى عليكم المجتمع الذي أعيش فيه، وكم من الصعوبات التي تواجهنا، وقد حاولنا أنا وزوجي الحصول على فرص عمل في بلاد إسلامية ولكن دون جدوى، فكيف أرد على من يقول لي في هذا الأمر؟ وكيف أسمح لها برؤية ابنتي بعد كل ما قالته؟

زوجي -الحمد لله- متفهم تماما لما أحس به ويعلم أنني أكرهها، فهو لا يلومني، ولكن أشعر بأنه حزين لهذا الوضع، ولا ألوم نفسي فهي المخطئة، فهي تقارن نفسها بأمي ولا تريد ابنتي أن تقتدي بي.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ابتسام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الحرص على مصلحة طفلتك، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهديها للإسلام، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لكم الخير، ويحقق الآمال.

عقيدة الطفلة خط أحمر، وإعلانها الكره ونية الشر والفسق لا تعطي فرصة للأمن لها، ولا الاطمئنان، وما قمت به صحيح ومطلوب، واستمري في إظهار جمال الإسلام من خلال الإحسان إليها، مع الاستمرار في الحذر من خلوتها بابنتك، وقد أسعدنا تفهم زوجك للوضع، ومن المبشرات رفض الطفلة لجدتها الكافرة ونفورها منها، ونؤكد لك أن اهتمامك بطفلتك وإشباعها بالعاطفة والحب سوف يضمن تأثرها وتعلقها بك.

ونتمنى أن لا تلتفتي لكلام من يتهمونك بالتشدد، خاصة بعد أن أعلنت عن رغبتها في الإساءة، ونكرر دعوتنا لك بالاستمرار في حسن التعامل معها من قبلك وقبل زوجك ، والمداراة مطلوبة وهي معاملتها بما يقتضيه حالها، وقد تبسم النبي -صلى الله عليه وسلم- لرجل سيىء العشرة، ثم قال: (إن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره).

ونحن نشكر لزوجك موافقتك ومعاونتك، ونسأل الله أن يقر عينه بهداية والدته، ونأمل أن يكون حرمانها من الانفراد بالطفلة بطرق غير مباشرة، وأعتقد أنه لا إشكال في تعاملها مع حفيدتها في حضوركم.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بالاجتهاد في غرس قيم الإيمان قبل تدخل المؤثرات الخارجية، وقبل تأثيرات الوسائط التربوية والبيئة المحيطة، ونوصيكم بكثرة الدعاء لأنفسكم وللطفلة، واسألوا الله لجدتها الهداية.

سعدنا بتواصلكم، ونسأل الله أن يعينكم على المحافظة على الإسلام التي ولدت به، فانه (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة).

ونسأل الله لنا ولكم ولها التوفيق والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات