السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 19 سنة، أمارس العادة السرية منذ فترة طويلة، وأحاول أن أبتعد عنها، ظروفي المعيشية صعبة جدا، وحالتي النفسية سيئة، ولدي زيادة ملحوظة في الوزن، دورتي الشهرية كانت منتظمة ثم أصبحت تتأخر حوالي 17 يوما، فلجأت لأدوية لإنزالها، وأجريت فحوصات للهرمونات، أظهرت النتائج ارتفاع هرمون الذكورة وهرمون الحليب، وانخفاض الهرمون الأنثوي.
أرجو الإجابة على أسئلتي هذه:
1- هل ممارسة العادة السرية هي السبب في الخلل الهرموني؟
2- هل يؤثر الاختلال الهرموني على الإنجاب مستقبلا؟
3- هل تؤثر العادة السرية على الخصوبة والإنجاب؟
4- هل من السهولة علاج الخلل الهرموني، والعودة للوضع الطبيعي كالسابق؟
5- هل يؤثر الخلل في الهرمونات على الوزن؟
6- كيف أحافظ على التوازن الهرموني بعد العلاج؟
أعتذر لكثرة الأسئلة، وأخشى أن يبقى وضعي الصحي على هذا الحال، فأرجو منكم الإجابة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تمارا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فليس للخلل الهرموني ولتأخر الدورة الشهرية علاقة بالعادة السرية، بل كل الأمر يعود إلى الزيادة في الوزن، لأن السمنة تؤدي إلى ارتفاع هرمون الذكورة وهرمون الحليب، بالإضافة إلى نقص هرمون بروجيستيرون، الناتج عن التكيس وضعف التبويض.
والفتاة التي تستجلب الشهوة بممارسة العادة السرية، لن تحصل بسهولة على نشوة الجماع عن طريق الزواج، لأنها تعودت على طريقة معينة للإثارة، ومعروف أن العادة السرية تؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية واجتماعية، ومنها التهابات في الفرج نتيجة التلوث المستمر في المكان، وتعتبر تلك الالتهابات أحد أسباب تأخر الحمل والعقم، ولذلك يجب التوقف عن تلك العادة، كذلك قد تؤدي تلك الممارسة إلى التهاب المسالك البولية.
كذلك فإن العادة السرية تؤدي إلى اضطراب في الشخصية، وحالة من فقدان الثقة بالنفس، والانطواء والخوف المجتمعي، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين في حوارات أو في نقاشات؛ لأن المشغول بالعادة السرية عادة لا يقرأ كثيرا ولا حتى قليلا، ووقته مشغول وفكره مرتبط بهذه العادة، وممارسة العادة السرية ناتجة من الفراغ والشعور بالوحدة، والتعرض للمثيرات الجنسية، أو التعرض للاستشارة الزائدة، أو وجود مشكلة عاطفية.
ومن بين الأمور التي تساعد على التخلص من هذه العادة السيئة هي: الاعتراف بالخطأ والندم الشديد على ذلك، والرغبة الشديدة في التخلص منها، ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة والدعاء والذكر، والخروج في نزهة بريئة مع الأسرة، وعدم الجلوس منفردة في الغرفة، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة، والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة، وللتخلص من تلك العادة أيضا البعد عن شرب المنبهات كالقهوة والشاي، التي تؤدي إلى الأرق ليلا، مع ضرورة تجنب المواقع والمشاهد والأفلام الإباحية، أي تجنب كل ما يثير شهوتك، والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة، كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
إذا نشغل وقتنا بالقراءة في أمور الدين والدنيا، حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس، والبعد عن الوحدة والانفراد بالنفس، وأصدقاء السوء الذين يدفعون إلى المعصية ولا يعينون على الطاعة.
والتكيس على المبايض: حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة وتظل متحوصلة داخله، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة، -كما حدث في حالتك- وبالتالي اضطراب الدورة الشهرية، وتأخرها لمدد طويلة.
ولإعادة تنظيم الدورة وعلاج الأكياس الوظيفية ووقف التكيس، يمكنك تناول حبوب منع الحمل (الهرمونات) كليمن أو ياسمين لعدة شهور، ثم التوقف عنها وتناول حبوب دوفاستون وجرعتها 10 مج، تؤخذ مرتين يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة، حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، مع ضرورة فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4، وعلاج ارتفاع هرمون الحليب (برولاكتين)، من خلال تناول حبوب دوستينكس dostenix 0.25 mg، وتؤخذ نصف قرص مرتين في الأسبوع حتى تصل قيمة الهرمون إلى الصفر في ثلاثة تحاليل متتالية.
والوزن الزائد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التكيس على المبايض، بسبب ارتفاع هرمون الأنسولين، وارتفاع هرمون الذكورة وهرمون الحليب، مما يؤدي إلى ضعف التبويض، وبعض الخلل في الدورة الشهرية وعدم انتظامها؛ ولذلك يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال الحمية الغذائية ومن خلال ممارسة الرياضة، وإنقاص الوزن وحده قد يحل مشكلة التكيس، فيجب الاجتهاد في إنقاصه، مع ضرورة تناول أقراص جلوكوفاج 500 بعد الغذاء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، مع ضرورة تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور، لأنها مهمة لتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، ومن أمثلة ذلك: total fertility، كذلك يجب الاهتمام بتناول الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية والقرفة وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، ولكنها لا تعتبر أدوية يمكن الاعتماد عليها.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.