السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ سنة، تزوجت من شخص بعد اقتناعي به، وقبلت السكن مع أهله اجتنابا للوقوع في معصية البنوك الربوية، علما أنني ضد فكرة السكن مع أهل الزوج، وزوجي يرفض فكرة الإيجار رفضا قاطعا، والبيت بصراحة غير مناسب لمستوانا الاجتماعي، ولكني قبلت كل شيء لأجل الالتحاق بزوجي، حتى حفل الزفاف تنازلت عنه، حتى لا نقع في ضائقة مالية، ونستطيع شراء البيت في أقرب الآجال، وفي داخلي كنت أتساءل: متى يأتي اليوم الذي سوف أسكن فيه في بيت مستقل ومناسب؟
جاء الحمل بسرعة -أنجبت طفلي بعد 7 أشهر من الحمل-، مررت خلال ذلك بصدمة وحالة نفسية صعبة، وبكاء شديد وحزن وألم، وخوف على حالة ابني.
منذ ذلك الوقت ونحن نعيش في دوامة من المشاكل، ما إن نصلح الأمور حتى تسوء من جديد، لدرجة أنا فكرنا في الطلاق، ومكثت في بيت أهلي لفترة، والمشكلة أني لم أعد أطيق النظر في وجه حماتي، كلما رأيتها أحسست بالضيق الشديد، ولا أحب الجلوس في مكان وجودها! رغم أننا كنا على علاقة جيدة، وكانت تشيد بي أمام الناس، وتعاملني معاملة حسنة، لكن المشاكل كثرت مؤخرا، أحاول وأحاول مرارا أن أكلمها وأضحك معها، لكني لا أستطيع، فقلبي يضيق لمجرد رؤيتها، وأنا الآن أمر بحالة حزن شديد، وزوجي لم يعد يحتمل، أريد حلا لهذه الحالة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ KHADIJA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أفرحنا رفضك للربا، وأزعجنا رفضك للسكن مع أهله ولو إلى حين، رغم نجاحك في التعامل مع والدته التي كانت تثني عليك، وتذكرك بالخير، وأرجو أن تعلمي أن معظم الأسر تبدأ مع الأسرة الكبيرة ثم يخرجون إلى منزل مستقل، وأعتقد أنك الآن تتمتعين بشيء من الخصوصية، وسوف تحتاجين في رعاية صغيرك إلى معونة جدته -بعد توفيق الله لك-.
أما بالنسبة للنفور الحاصل من والدته: فنحن نعتقد أن الأمر قد يحتاج إلى رقية شرعية، وندعوك للمحافظة على الأذكار وعمارة المنزل بالقرآن؛ حيث إنه لا توجد أسباب ظاهرة للنفور الحاصل، وقد أسعدتنا محاولاتك لإعادة التواصل مع أم الزوج التي لا ذنب لها، وهي في مقام الوالدة، ولم تجدي منها إلا الخير، والشرع يدعوك إلى إكرامها، وسوف يبادلك زوجك بإكرام أهلك، والاحتفاء بك.
وهذه وصيتنا لك ولبناتنا بضرورة الاعتماد على الوعي الشرعي، وليس على ثقافة المسلسلات التي قل أن تخلو من الإساءة للحموات، وكل ذلك من كيد الأشقياء، وتسلحي بالصبر فإن العاقبة لأهله، واجتهدي في حشد إيجابيات زوجك وأهله كلما ذكرك الشيطان بسلبياتهم، واعلمي أنك أيضا لست خالية من النقائص، وطوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته.
ولقد أسعدنا تواصلك، ونتمنى أن تثبتي على القيم والمواقف التي بدأت بها، ولا تضيعي تضحياتك الكبيرة من أجل السعادة الأسرية، نسأل الله أن يكتب لكم السعادة والوفاق، ونتمنى أن لا تفكروا في الفراق فما بينكما أكبر من مسكن، ولا يفرح بالطلاق سوى الشيطان، وفقكما الله، وسدد خطاكما، ووسع لكما في الأرزاق والأبناء، وألف بين قلبيكما، وغفر -بفضله- ذنوبكما.