تركت الأكل خوفا من أن يقسو قلبي وأرجع للشهوات.. أريد نصيحتكم؟

0 190

السؤال

أنا شاب عمري 17 سنة، كنت أمارس العادة السرية، -والحمد لله- تخلصت منها، ولكني يوما قرأت أنه إذا أردت أن يكون قلبك لينا خاشعا لله، وتبتعد عنك الشهوات، ويقل نومك، فعليك بخلاء البطن، وتأكل لقيمات، ففعلت فحصل هذا الشيء، وفرحت جدا.

المشكلة هي أني كثيرا ما أفكر في الأكل لدرجة أني صرت أفتح الثلاجة لأنظر للأكل، ولكني لا آكل خوفا من أن ترجع لي الشهوات ويقسو قلبي! حتى وأنا أصلي أفكر في الأكل، وأمي تتضايق؛ لأني لا آكل وأقول في نفسي أني إذا أكلت سيغضب الله، وبعض الأحيان أجلس مع نفسي، وأقول إني سوف آكل، وعندما أعزم على الأمر وأذهب سريعا ما أعود أحس بشيء داخلي يمنعني، وأكلي كل يوم هو التمر والحليب، ولقمة واحدة من أي شيء، وأقول في نفسي أيضا أني إذا أكلت سأصبح بدينا وسوف أتكاسل عن طاعة الله.

بماذا تنصحوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص وعلو الهمة والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

البطن شر وعاء وما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه، ويكفي الإنسان لقيمات يقمن صلبه، والجوع يضيق مجاري الشيطان، والصيام حرمان مشروع، وتأديب بالجوع وتذلل لله وخضوع، ولكن الامتناع عن الطعام يحتاج إلى برنامج من متخصص في التغذية، وإذا كان الشبع مضر للجسم وللإنسان، فإن الجوع الشديد لا يخلو من الضرر، فلا تحرم نفسك من كل شيء حتى لا يتحول الأمر إلى هزال في الجسم ووسوسة في النفس، بل هو تشويش يذهب من الصلاة خشوعها، ومن النفس استقرارها، والاعتدال مطلوب، وفي السنة نهي عن الصلاة بحضرة الطعام؛ لأن النفس تتوق وتشتاق فيذهب الخشوع الذي هو روح الصلاة.

وإذا أضفنا إلى ما حصل معك من الوسوسة، والتردد إلى عدم رضا الوالدة، بالإضافة إلى المبالغة في حرمان نفسك، فلا نملك إلا أن ندعوك للاعتدال، ونكرر لك التحية لتوقفك عن العصيان وللهمة التي ظهرت منك.

ولكننا نريد الاعتدال والتوسط، والجسم بحاجة للراحة والطعام حتى يتمكن الإنسان من العبادة والحركة والعمل، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالحرص على عدم إزعاج الوالدة بالمبالغة في رفض الطعام، ونسأل الله أن يوفقك للخير على الدوام.

سعدنا بتواصلك ونشرف بمتابعة أمورك، وكل من في الموقع على استعداد لخدمة أبنائنا، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات