أشعر بالقلق والتوتر في المواقف الصعبة يصاحبها أعراض القولون!

0 247

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة جامعية، عمري 21 عاما، أشعر بالقلق والتوتر في المواقف الصعبة، وتبدأ حينها أعراض القولون العصبي، حيث الانتفاخ والغازات والتجشؤ وما إلى ذلك، ولكني كنت متعايشة مع الوضع وأتقبله.

الذي جرى أنني ومنذ سنتين تقريبا تعرضت لصدمة نفسية كبيرة، حيث إنني واجهت ظلما كبيرا من قبل أقربائي وما زال الموضوع مستمرا إلى الآن، فقدت الثقة في الجميع، أصبحت ارتاب من كل كلمة، وأخاف أن أصدق أحدا.

حاولت أن أنسى الموضوع، وفعلا شغلتني الدراسة والحياة، بقدوم رمضان هذا العام ارتأيت أن أستذكر الموقف كي أدعو الله أن ينصرني على من ظلمني، وبهذا كنت كل يوم أذكرهم في دعائي وينتهي بي الحال إلى بكاء شديد، لكن منذ أن انتهى رمضان بدأت تصيبني أعراض مختلفة تشمل مغص في البطن شديد جدا في الصباح، وذهاب متكرر إلى الحمام، وصعوبة في التبرز وقلق متواصل طوال فترة المحاضرة (ساعة وربع )، وأحيانا تخرج مني أصوات من البطن محرجة، وكل هذا بدون سبب واضح، فأنا لم يسبق لي أن واجهت هذه الأعراض، ففسرتها بالتعب الجسدي وإرهاق الصوم والصيف، وتقلبات الجو، وما إلى ذلك.

لجأت إلى الأطباء وشرحت لهم الحالة بدقة، فوصفوا لي عدة أدوية من بينها: (اوميدار، جلوكفير، ودواء للحموضة) استخدمها حاليا، لكني ما زلت أشعر ببعض الأعراض خصوصا الغازات والانتفاخ.

حدث لي مرة أن صدرت أصوات من بطني في أحد المحاضرات فشعرت بالإحراج، رغم علمي أن ما من أحد سمعها، لكني منذ ذلك اليوم أعيش في خوف من أن تتكرر معي دون قدرة على السيطرة فأبقى متوترا بشدة داخل المحاضرة.

الحاصل أنني أعتقد أن وضعي النفسي له تأثير على الوضع الجسدي، وهو حسب ما قرأت يصنف ضمن الأمراض النفسوجسدية، أنا أحاول ألا أعير للأمر اهتماما، وفي الظاهر فإني تجاهلت الموضوع، لكني داخليا ما زال الأمر يؤرقني، خصوصا أن الأمر ما زال مستمرا.

أعتذر عن الإطالة، لكن ما أريده هو العلاج، ما الذي أعاني منه؟ هل هو تعب نفسي أم جسدي؟ بحثت في الانترنت مطولا وتنوعت الأعراض حول القولون عصبي أو قرحة معدة، ووصلت حتى لسرطان المعدة، وإن كان تعبا نفسيا، فما هو العلاج؟

أشكر لكم إصغاءكم، وأتمنى المساعدة فعلا؛ لأني والله يعلم حالي، تعبت بشدة من هذا الوضع، وأتمنى أن أعيش بشكل هادئ على الصعيد النفسي والجسدي، وأن أنسى كل ما جرى.

ملاحظتان:
- عرضت منذ ما يقارب العام إلى جرثومة المعدة الملوية البوابية، وتم الشفاء منها وأعدت التحاليل، ولم يظهر أثر لعودتها.

- قرحة المعدة موجودة عند بعض أقربائي فالجانب الوراثي ممكن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: ما زلت صغيرة في السن، وقد ذكرت أنك تعانين من توتر وقلق في بعض المواقف، والأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق وتوتر نفسي، وإن كان جزء كبير منها يصيب الجهاز الهضمي، وذكرت أنه حدث لك ظلم من بعض الأقارب، ولم تشرحي ما هو هذا الظلم الذي حصل لك، وبأي صورة؟ المهم أنه أثر عليك تأثيرا شديدا مما جعلك تفكرين فيه باستمرار، خاصة في شهر رمضان.

الأعراض التي تشتكين منها الآن معظمها أعراض جسدية، ولكن منشؤها نفسي، ويتضح ذلك من طبيعتها وطبيعة الأعراض التي تعانين منها، فهي أعراض جسدية ولكن منشأها نفسي، وغالبا ما تكون نتيجة القلق والتوتر النفسي، ولذلك العلاجات العضوية - أي الأدوية - لا تعالج أصل المشكلة، وإنما تكون مسكنات فقط مثل مضادات الحموضة، أو الأدوية التي تعطى لقرحة المعدة، أو مسكنات الألم، وإنما العلاج هو علاج نفسي وعلاج دوائي نفسي.

والعلاج النفسي عادة يكون بالاسترخاء أو بعمل جلسات نفسية لمساعدتك في التعامل مع هذه المشاعر الغاضبة تجاه أقاربك؛ لأن الغضب الذي في داخلك يتحول إلى أعراض جسدية في شكل انتفاخ واضطرابات الجهاز الهضمي؛ ولذلك لأن التعامل معها نفسي يفيد في التخفيف من أعراض هذا العلاج، وإلا فإن حبوب الدوجماتيل خمسين مليجراما مهدئة، وتساعد في علاج الاضطرابات النفسوجسدية - كما ذكرت - خمسين مليجراما، ثلاث مرات في اليوم، تؤخذ حتى تختفي هذه الأعراض، ومن ثم يمكن التوقف عن تناوله، مع العلاج النفسي كما ذكرت.

وفقك الله وسددك خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات