السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفقكم الله في جهودكم المبذولة. باختصار شديد: كان عندي نوبات هلع وخوف من الأماكن الضيقة منذ 2008 لمدة خمس سنوات، وأخذت جرعة عالية من دواء فافارين ملجم 300 -والحمد لله- تخلصت منها، ولكن بعد سنة ونصف تقريبا جاءتني نوبات خوف وقلق لا منطقي من أي شيء حولي.
مثلا أخاف من أشكال البنيان وأشكال الناس، حيث أفكر أنه ماذا لو أشكال الناس شكلت لي نوبات هلع، أو البنيان، أو السيارات، ومؤخرا يؤثر جدا على خروجي من المنزل، حيث يسبب لي نوبات هلع شديده جدا، ومع ذلك لا أعود للمنزل حتى لا أعتاد على فكرة الهروب.
أصبحت على جرعة 30 ملجم سبرالكس منذ عدة أيام، ولكن لا أحس بتحسن أبدا، أخاف أن يسيطر الخوف علي، ولا أستطيع الخروج من البيت لرؤية العالم الخارجي.
أنا مقتنع بأن الأفكار غير منطقية، ولا تشكل خطرا علي، لكني لا أستطيع إزالتها من رأسي، والخروج عنها.
مع العلم أني شديد الحزن منذ ستة أشهر، ولا أستمتع بالهوايات التي كنت أحبها سابقا، لقد تزوجت منذ 15 يوما، وزوجتي في بلد آخر، حيث أحضر لها البيت لقدومها.
أخاف جدا من أن أخسر زوجتي أولا، ووظيفتي ثانيا، للعلم نتائج تحليل الغدة عندي سليمة، -والحمد لله-.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعلا - يا أخي الكريم - جرعة ثلاثمائة مليجرام من الفافرين جرعة كبيرة، وهي أقصى جرعة يمكن أن يتناولها الشخص، إذ عادة تبدأ الجرعة بخمسين مليجرام، ولكن - الحمد لله تعالى - أنك تحسنت على هذه الجرعة لمدة خمس سنوات، والآن عاودتك الأعراض مرة أخرى.
معظم الأعراض التي تشتكي منها الآن في مجملها هي مخاوف وسواسية، تتردد عليك باستمرار، وكما ذكرت أثرت على حياتك، وأصبحت مكتئبا بسببها.
علاج السبرالكس سوف يأخذ بعض الوقت ليحصل التحسن، بضعة أيام ليست كافية للحكم عليه، إذ عادة يبدأ مفعوله بعد خمسة عشر يوما، وتحتاج لمدة شهرين حتى تحكم عليه بالفائدة من عدمها.
ولكن أنا لي رأي آخر: الوسواس والاكتئاب ونوبات الهلع لا يكفي الدواء فقط في علاجها، بل يجب أن يكون ذلك مصاحبا بعلاج نفسي، فقد أجمعت معظم الدراسات أن الجمع بين الأدوية والعلاجات النفسية أكثر نفعا في مثل هذه الحالات، ولذلك أرى أن تجمع أو أن تبدأ علاجا نفسيا مع علاج السبرالكس.
العلاج النفسي يتمثل في علاج سلوكي معرفي لمساعدتك في التحكم في مثل هذه الوساوس، أو جلسات استرخاء، تعلم جلسات الاسترخاء، لأن الاسترخاء والتوتر لا يجتمعان معا، ويكون عادة الاسترخاء إما بالاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء بالتنفس، ويفضل أن يكون هذا الاسترخاء من معالج نفسي متمكن ومتمرس.
يمكنك أن تأتي ببعض الأشياء البسيطة اليومية التي تساعد على الاسترخاء، وأكبر شيء يساعد على الاسترخاء هو ممارسة الرياضة، فيمكنك أن تمارس الرياضة في المنزل، عن طريق أجهزة الجمباز، وتقوم بها هذه التمارين الرياضية في المنزل لنصف ساعة إلى أربعين دقيقة يوميا، أو بالسير والمشي لمدة نصف ساعة أو أربعين دقيقة يوميا، فالمشي باستمرار يوميا، والإتيان بتمارين رياضية خفيفة يوميا تساعد كثيرا على الاسترخاء.
ولا تنس - يا أخي الكريم - أن المحافظة على الصلاة بانتظام - خاصة مع الجماعة في المسجد - وقراءة القرآن الكريم والأذكار، أيضا تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، -وإن شاء الله- تعالى تتخلص من هذه الأشياء وتعيش حياة سعيدة.
وفقك الله وسددك خطاك.