السؤال
السلام عليكم.
لدي مشكلة غريبة، وأعاني منها من أكثر من عشر سنوات، وهي أنها تأتيني في القلب ضربة قوية أو إحساس بأن القلب توقف وعاد للعمل مرة أخرى، والغريب أنها لا تحدث لدي إلا في أحداث معينة مثلا عندما أكون في حفل عرس فيه أناس كثير وأضطر للسلام عليهم، فإني قبل أن أدخل إلى هذا الحفل تزداد دقات قلبي، وبعدها أحس بإحساس أن القلب توقف ورجع للعمل مرة أخرى.
هناك حادثة حصلت لي وأنا في مكة قبل دخولي الحرم أحسست بهذه الحالة، وعدم انتظام في ضربات القلب مما جعلني أعود إلى الفندق حتى هدأت قليلا، وأنا ولله الحمد، لا أعاني من أي مشاكل صحية، حتى عند حدوث هذه الحالة لا يتبعها دوخة أو ألم في الصدر.
دائما بعد هذه الحالة يحدث لدي غازات تخرج من الفم، وبعدها أحس براحة، علما أني متجة إلي الحج بإذن الله، هذا العام، وأنا متوتر جدا وأخشى أن تأتيني هذه الحالة عند دخول في ازدحام الحرم، ولا أستطيع السيطرة على الانزعاج الذي يحدث بعدها.
هل تنصحوني باستخدام عقار الاندرال لكي لا تأتيني هذه الحالة؟
علما أنها تختفي في بعض الأوقات إلى سنة أو سنتين.
شكرا لكم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تحس به من ازدياد في ضربات القلب بسرعة كبيرة والإحساس بأن القلب توقف، وذلك في مواقف معينة، هي مسألة نفسية في المقام الأول، أي عرض من أعراض القلق النفسي والرهاب الاجتماعي، وواضح أنه ليس هناك أي اضطراب عضوي في القلب، لأن الاضطراب العضوي في القلب لا يحدث عند مواقف معينة، أو كردة فعل لبعض المواقف الاجتماعية، بل يكون في معظم الوقت وفي كل المواقف.
هذا واضح - يا أخي الكريم - أن هذا هو اضطراب القلق الاجتماعي، وإن شاء الله تعالى من الطرق النفسية لمواجهة هذا النوع من القلق هي عدم الهروب والمواجهة، لأن الهروب يزيد أو يدعم حدوث هذه الأعراض، والمواجهة -إن شاء الله تعالى- تقلل من حدوث هذه الضربات، وإن كانت هناك في البداية زيادة للقلق والمخاوف، ونسأل الله أن يتقبل حجكم وطاعاتكم.
لا مانع من استعمال الإندرال، عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، على شرط ألا تكون تعاني من مرض الربو، لأن الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو يجب ألا يستعملوا دواء الإندرال، فإذا كنت لا تعاني من الربو فليس هناك مانع من أن تحمل معك كمية من الإندرال لاستعمالها في المواقف المعينة، مثلا عند الذهاب إلى الحرم للطواف أو للسعي.
وفقك الله وسددك خطاك، وحجا مبرورا بإذن الله تعالى.