السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة عمري 20 سنة، أريد طرح مشكلة أختي التي تبلغ من العمر 18سنة، حيث أنها تفضل الجلوس لوحدها، وأغلب أوقاتها تكون نائمة، وأراها تبكي ليلا بلا مبرر ولا سبب، وتدخل المواقع الإباحية، لكنها لا تعلم أنني اكتشفت أمرها، وهي لا تصلي رغم علمها بوجوب الصلاة، وشخصيتها غامضة، ولا تشتكي ما بها لأحد.
علما أنها في عمر 13 سنة تعلقت بمعلمتها تعلقا غير سوي، حيث كانت المعلمة تحبها كأخت صغيرة لها، لكن أختي تبادلها مشاعر إعجاب وحب مختلفة، وتخرجت وما زالت متعلقة بالمعلمة، وليس هناك وسيلة تربطها بتلك المعلمة سوى المدرسة.
أحاول أن أنصحها، ولكنها تنفر مني، ولا تحب التحدث معي، ولا أستطيع إخبار أحد عن مشكلتها، تعبت من النصائح، فما الحل لهذه المشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بشاير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التوالصل معنا بشأن أختك الأصغر، عافاها الله ويسر لها أمرها.
من الواضح أن هناك مشكلة ما مع أختك، وهناك عدة احتمالات، فمنها مثلا أنها تواجه بعض المشكلات التي تتعلق بهذا السن من 18 سنة، سواء أسرية أو تعليمية أو اجتماعية، ومنها افتقادها للمعلمة التي كانت على علاقة طيبة معها.
والاحتمال الآخر أن هناك سرا لا نعرفه يحدث في حياتها، كأن تكون معرضة لبعض الأشياء التي لا نعرفها، كأن يكون هناك من يؤثر فيها من خلال المواقع الاجتماعية، أو أي أمر آخر يزعجها، وهي تجد صعوبة في الحديث عن هذا.
والاحتمال الآخر أنها ربما تعاني من مشكلة أو مرض نفسي كأن يكون الاكتئاب؛ مما يبرر البكاء وتغير الشخصية والسلوك ونمط الحياة.
ومهما كان احتمال المشكلة التي تعاني منها، فمن الواضح أنها في حاجة لمن يقترب منها، حتى تشعر هي بالارتياح للحديث ومن ثم البوح بما يقلقها أو يتعبها، فمن يكون هذا الشخص الذي يمكن أن يقترب منها حتى تتحدث إليه؟ قد يكون أحد أفراد الأسرة، كأن تكوني أنت مثلا، أو أحد معارف الأسرة من خارجها، وإذا أردت أنت أن تقومي بهذا فربما عليك أن تغيري في أسلوب خطابك معها، والانتقال من واعظة أو منبهة لأخطائها إلى مستمعة وداعمة ومشجعة لها.
يمكنك في البداية التوقف عن توجيه اللوم لها على أنها مقصرة، أو أنها لا تصلي، وعليك أن تشعريها أنك متقبلة لها، كما هي، ويمكن بعد فترة من هذه المقاربة أن تبدأ بالحديث معك عما في نفسها، وتجد فيك الشخص الذي تفضفض له، وعندها يمكنك مساعدتها بشكل أكثر فعالية.
اقتربي منها وتحدثي لها عن نفسك، وعن بعض صعوباتك، وما يدور في حياتك من أمور إيجابية وسلبية، وتذكري أن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف، وأن التقبل يأتي قبل الإصلاح، وإذا كان هناك طريقة لدخول قلب أختك، فهي عن هذا الطريق وليس عن طريق توجيه اللوم والعتاب والتوبيخ على التقصير وغيره، وقد تحتاجين أنت إلى من تستشيريه بين الحين والآخر حول الأسلوب والمقاربة والخطوات التالية؛ حتى تصلي مع أختك إلى شاطىء الأمان والإيمان.
وفقك الله، ويسر لك ولأختك الخير والفلاح، وجزاك الله خيرا ونفع بك.