السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أنني عندما أتصفح الإنترنت منذ صغري، وحينما أقرأ شيئا أقوم بأخذ الكلام المكتوب وأضعه في ملفي، فهل تعتبر هذه سرقة أم أن الكاتب هو من نشرها وسمح بذلك؟
أفكر بالأمر وأريد أن أعرف هل من يفعل مثلي يعتبر سارقا؟ وكيف نرد السرقة لأهلها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nouf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنا نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وهذا السؤال يدل علي خير فيك، وعلى مراقبة لله عز وجل، نسأل الله أن تكوني ذلك وزيادة.
أما الاقتباس من كاتب أو أخذ شيء من كتاب دون الإشارة إلى صاحب الكلام، أو إيهام الغير بأن هذا الكلام محض أفكارك هو عمل غير مشروع وهو ينقسم إلى قسمين:
1- النقل والاقتباس الجزئي.
2- السرقة الفكرية.
أما النقل والاقتباس فهو خاص بكل عمل فكري لا إبداعي، فالقصيدة مثلا عمل إبداعي فإذا اقتبست بيتا أو شطر بيت يسمى اقتباس، أما إذا نقل القصيدة كاملة فهذا يسمى السرقة الفكرية.
قد سألت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف عن هذا الإجراء فأجابت: "الاقتباس بكل أنواعه من كتاب أو مجلة أو مرجع جائز شرعا، ولا شيء فيه، بشرط أن ينسب إلى مصدره وصاحبه عند الكتابة والتسجيل، ورده إلى مصدره الأصلي".
أما النقل من كتاب أو مصدر أو مجلة عند التأليف ونسبة ما كتبه الكاتب، وما نقله عن غيره إلى نفسه، فهذا أمر حرمه الشرع والقانون، وهو نوع من السرقة.
أما النقل للأفكار وكتابتها وتطويرها وتزويرها بأفكار أخرى وتحديثها فليس في ذلك شيء، بشرط أنه عند هذا السؤال تنسب الأقوال إلى صاحبها، فالمقالات الأدبية والفكرية لها ثمنها اليوم، فهي مادة ينبغي حمايتها من جانب الشريعة، فنرى أن مرتكبها قد تلبس بجريمة ينبغي أن يعاقب عليها عقوبة تعزيرية، أي غير محددة، يقررها الحاكم ردعا لعامة الناس من ارتكابها، والله أعلم.
عليه -أختنا- فيمكنك تجاوز هذا الأمر بأن تنسبي القول إلى قائله، فإذا تعذر هذا عليك لكثرة النقول أو عدم معرفة الكاتب، فاحرصي أن تضعي الاقتباس بين هلالين وأن تكتبي كلمة: منقول.
نسأل الله ان يبارك فيك وأن يحفظك والله المستعان.