تقدمت لخطبة فتاة، وتمت الموافقة، ثم حصل الرفض! ماذا أفعل؟

0 401

السؤال

السلام عليكم

تقدمت لفتاة لا أعرفها من قبل، وتواصلت مع والدها، وبناء على رغبته جلست معه؛ لكي يتعرف علي ويستوضح عن بعض الأمور، وقام بالسؤال عني وعن سمعتي، والحمد الله تمت الموافقة المبدئية علي من ناحية الارتياح والدين.

بعدها تم تحديد موعد الرؤية الشرعية للفتاة، وبالفعل تقابلنا، وكان القبول واضحا تماما على الفتاة وأهلها، وأيضا أهلي، وقد مكثت حوالي 10 أيام لأستخير الله، لكني فوجئت برفضهم، رغم أن الوسيط قد تحدث إلي، وأبلغني ضمنيا بالموافقة.

بعد رفضهم لي عبر الهاتف تواصلت مع والدها، وقد تقبل سبب تأخري هذه الأيام، وأقنع البنت، وقد أبلغني أن حالتها النفسية قد تأثرت بسبب هذا التأخير، وقاموا بتحديد موعد للاتفاق على التجهيزات، وكانت المقابلة مليئة بالترحاب من قبل أهلها، ولكني فوجئت بالإصرار على تجهيزات مرهقة، وحدث جدال في تلك التجهيزات، وكان يحضر ذلك الاتفاق ابن عمها الذي أثار غضب أهلي لإصراره على المغالاة في التجهيزات، وعدم الرغبة في التنازل، وتشجيع والدها على التمسك برأيه، ورغم ذلك فقد وافقنا على المتطلبات المادية.

بدأنا الاتفاق بقراءة الفاتحة فقط، وتم تكرار ما اتفقنا عليه؛ حتى لا ننسى، ولكن بدون قراءة الفاتحة في نهاية الجلسة، وكانت البنت في غاية السعادة، وقد قامت بتوصيل والدتي حتى باب المنزل وتوديعها، ولكننا كنا مرهقين بسبب النقاش الذي حدث بسبب التجهيزات، وبسبب ابن عمها المتزوج، وقد مكثت يومين لتدبير أموري المادية للاستعداد، وفي نفس الوقت لمناقشة أهلي والاستقرار على بعض الأمور.

قمنا بالاتصال بهم في اليوم الثالث، وفوجئت بحالة رفض غير عادية من والدها، ويقول لوالدي: ليس هناك نصيب، فأصيب أهلي بحالة حزن شديدة، فنحن قد عقدنا النية على العقد قبل قيام والدتي بمناسك الحج، وقد تواصلت مع والدها في مقر عمله الخاص، وكان سعيدا جدا، لكنه قام بتوضيح بعض الأمور التي أدت لذلك، وهي:

1- في بداية الموضوع تأخرنا 10 أيام، وهذا كان له تأثير على نفسية البنت.

2- أننا لم نطلب قراءة الفاتحة بعد نهاية الاتفاق؛ مما جعلها تتساءل: هل هي الآن مخطوبة أم لا.

3- أن البنت قد تضايقت من آثار الجدال، واعتبرت نفسها أنها سلعة تباع وتشترى؛ رغم أني وضحت أن الجدال لتوفير بعض الأموال للقيام بعمل عمرة بعد الزواج.

تم إبلاغي بأنه سيقوم بإجراء محاولة، وبعد حوالي يوم تم إبلاغي بأن البنت نفسها أغلقت الموضوع، وتقول بأن الشخص جيد، لكني ليست سلعة.

قام والد البنت بإبلاغي بأني دخلت قلبه، وأني يتمناني لابنته، لكن لا يناسب أن يجبر ابنته على شيء.

ذهبت له مرة أخرى، وعرضت عليه أن يقوم بتنظيم مقابلة بين الأسرتين أو بيننا وفي حالة وجوده، قد أبلغني أنها فكرة ممتازة، وطلبت منه التمهل وعدم الضغط عليها، وقال: يا بني، هذه بنت، وممكن يأتيها خاطب في أي وقت، لكن هذا الوقت لا يوجد غيرك، والنتيجة أيضا أنها رفضت، ولم تستجيب رغم القبول والرضا بالدين، ولكن الوسيط أبلغني بأني لم أهتم وأتواصل معهم في خلال اليومين الذين كانا بعد الاتفاق.

حتى لو كان هذا السبب، هل يعقل أن يكون ذلك سببا ليجعل ذلك الموضوع يفشل، مع العلم أن الطرفين لديهم وضع اجتماعي معقول؟!

ما هو الحل؟ هل ذلك من القدر؟ وهل القدر تحكمه مثل هذه الأمور الضعيفة؟!

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.

ليس هناك داع للانزعاج، والنساء غيرها كثير، ونقترح إرسال إحدى الأخوات أو الخالات لسماع رأي الفتاة أو التواصل معها حتى تتبين وجهة نظرها.

اعلم أنه ليس عيبا أن ترفض الفتاة، وليس عيبا أن ينسحب الشاب، ولكن من الحكمة مراعاة المشاعر، وحسن الاعتذار.

نحن لا ننصح بالاستعجال في هذا الأمر، ونتمنى أن تكون الأبواب مفتوحة، وعلى الوالدة أن تكثر لك من الدعاء في رحلة الحج المباركة.

نحن نوافقك في أن الأسباب المذكورة ليست مقنعة، ونؤكد للجميع أن الحياة الزوجية الناجحة تقوم على الرضا والقناعة والاقتناع، ولا تتأثر بآراء الآخرين، وكل ما يحدث من تقدير القدير، والسعادة في الرضا بما يقدره الله، بل الخير في الذي يقدره –سبحانه-، وقد قال عمر: لو كشف الحجاب لما اختار الإنسان إلا ما قدر له. وقال عمر بن عبد العزيز: كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار.

وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصح بأن يترك كل طرف على راحته، خاصة الفتاة؛ لأن المجاملة لا تفيد في هذا الأمر، ومشوار الحياة الزوجية طويل، وهو مليء بالأتراح والأفراح، فإما أن تؤسسوا حياة على قبول وارتياح وانشراح وثقة وقناعة، وإلا فالتوقف من الآن أفضل لكل الأطراف.

سعدنا بتواصلك، ويفرحنا الاشتراك في اتخاذ الخطوات المناسبة، وأرجو ألا تأخذ المسالة أكبر من حجمها، وعلى كل طرف أن يحفظ لسانه، ولا يشيع إلا أحسن ما علم.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات