السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، عمري 23 سنة، منذ شهرين أصبت بشكل مفاجئ بخفقان بالقلب، وتعرق في الكفوف وأسفل القدمين، وضيق في التنفس، وشعرت بأني سوف أموت، وأنه سوف يغمى علي، وأستيقظ من النوم بشكل مفاجئ، وأصبحت أخاف من الخروج من المنزل والذهاب إلى الأماكن العامة، ومقابلة الناس خوفا من حدوث الحالة.
وبمجرد الخروج تتعرق كفوفي وأسفل قدمي، وأشعر بأني غير مرتاحة، وأن جسمي مشدود، أرجو المساعدة؛ لأنني لا أعرف ما علاجي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
الحالة المفاجئة التي ظهرت لديك في شكل خفقان في القلب وتعرق، وضيق في التنفس، والشعور باقتراب المنية بالنسبة لك، وأنك سوف يغمى عليك هذه نسميها بنوبة الهلع، أو الفزع، أو الهرع، وهو نوع من القلق النفسي المفاجئ، وفي معظم الأحيان لا يعرف له سبب، لكن الأشخاص الذين لديهم أصلا ميولا للقلق، أو شخصياتهم حساسة، أو يميلون إلى الكتمان، ربما يكونون عرضة أكثر من غيرهم لهذه النوبات.
والنوبة بالفعل تترك أثرا نفسيا سلبيا، يبدأ الإنسان في الوسوسة، المخاوف، التأويلات الخاطئة، وها أنت أصبحت تخافين من الخروج من المنزل، والذهاب إلى الأماكن العامة ومقابلة الناس، خوفا من أن تحدث لك نفس هذه الحالة، ويحدث لك ما يمكن أن نسميه بافتقاد القدرة على السيطرة على الموقف، هذا أكثر ما يخيف الناس.
أنا أؤكد لك أنه لن يحدث لك مكروها، أن هذه الحالة حالة قلقية وليس أكثر من ذلك، وليس من الضروري أن تتكرر، لكن حتى إن تكررت سوف تكون خفيفة، وأريدك أن تعرفي أنها ليست خطيرة.
المطلوب منك أيضا لعلاجها أن تطبقي التمارين الاسترخائية التي وردت في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) هنالك تفاصيل جيدة وبسيطة جدا ومفيدة لتطبيق هذه التمارين، أيضا ممارسة التمارين الرياضية مفيد، أن تتجنبي الكتمان، وأن تكوني معبرة عن ذاتك، وأن تكثري من التواصل الاجتماعي، وأن تنظمي وقتك، هذا كله يساعدك كثيرا على صرف انتباهك تماما من هذه الحالة.
ولا أريدك أن تنتهجي التجنب كمنهج في حياتك، تفاعلي مع الناس، اخرجي، كوني إنسانة مثابرة، اجتهدي في بيتك، اهتمي بشؤون زوجك، اقرئي، اطلعي، اذهبي إلى أماكن ومراكز تحفيظ القرآن، لأن التفاعل الاجتماعي مهم جدا، ويجعل الإنسان يرتاح كثيرا، خاصة فيما يتعلق بالمخاوف والقلق والتوترات.
الانشداد الجسدي الذي تحسين به ناتج من القلق، لذا أنا نصحتك كثيرا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، فلا تهمليها.
ربما تحتاجين لعلاج دوائي بسيط، لكن أرجو أن تشاوري زوجك في هذا الموضوع، فإن وافق فيمكن أن تذهبي إلى المركز الصحي أو إلى طبيبة نفسية، ولا تحتاجين لمقابلات كثيرة، من أفضل الأدوية التي تعالج هذه الحالة عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.