السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 20 عاما، قبل سنة شعرت بوجع رهيب في معدتي، استمر لمدة شهرين، كنت أجلس وأموت من شدة الوجع والألم، أشعر وكأن أحدا يسحب روحي من جسدي!
ذهبت للطبيب صرف لي دواء للجرثومة فازداد وضعي سوءا، وازداد الألم والغثيان وفقدان الشهية.
علما أني منذ الصغر أعاني من النحافة، وبعد الفحوصات تبين أنه لا توجد جرثومة، فتركت الدواء، وصرف لي الدكتور دواء للقرحة أعتقد أنه يمكن أن يكون وراثيا، ولكن عملت فحص منظار المعدة وتبين أن المعدة سليمة، ولا توجد قرحة وغيرها فتركت كل الأدوية ودون تحسن، فاعتقدت أنها حالة نفسية واكتئاب فبدأت بالتقرب لله رب العالمين، فتحسنت حالتي لمدة 5 أشهر، بعد ذلك تركت الصلاة فعادت إلى حالتي السابقة، قيء وغثيان وشعور برغوة في المعدة، وفقدان شهية.
أفكر دائما في الانتحار، وأنني لا أريد أن أكون هنا، فتأتيني فكرة الانتحار، وأقرر أن أشرب دواء حتى أموت، وأتذكر أن رحمة الله واسعة، وأستغفره وألغي الفكرة.
عندما أذهب إلى مكان أتوتر وأشعر بتقلصات في معدتي، وغثيان ودوخة، مما يسبب لي أزمة نفسية.
أنا أعتقد أنه القولون العصبي أو حالة نفسية، ولا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفساني نظرا لمعارضة أهلي الشديد.
أرجو منكم الإفادة في تشخيص حالتي، لأنني بالفعل تعبت ومللت من آلام لا أعرف هي من المعدة أو من القولون؟!
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمانثا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
تشخيص حالتك أنه لديك قلق نفسي، وتوترات، وتقلبات مزاجية، مما جعلك تتأثرين كثيرا للموضوع العضوي البسيط المتعلق بالجهاز الهضمي لديك، يعني أنه ربما يكون بالفعل لديك تقلصات أو تلبك معوي، وجعلك تحسين بالألم، وموضوع الجرثومة: الجرثومة موجودة لدى نحو 90% من الناس، وعلاجها بالفعل قد يسبب الغثيان لبعض الناس.
هذه الأدوية الثلاثة التي تعطى مع بعضها البعض لمدة أسبوعين، والكثير من الناس لا يتحملونها، لكن يمكن إعادتها في وقت لاحق.
إذا تحول الألم العضوي البسيط إلى حالة نفسوجسدية، والقلق والتوترات سيطرت عليك، مما زاد كثيرا من هذه الآلام، وهذا كله أدى إلى المزيد من القلق، والقلق يتولد الشعور بالكدر وتعكير المزاج.
أحزنني كثيرا بل استغربت لتفكيرك في الانتحار وشيء من هذا القبيل: هذا لا شك أنه فكر سخيف، لا يليق أبدا بالمسلم، وفي ذات الوقت لا أرى هنالك ما يدفعك نحو هذا التفكير.
حزنت كثيرا لتركك الصلاة، هذا أمر عظيم، يجب التوقف عنده، فالصلاة هي الصلاة، الصلاة يجب أن يصليها الإنسان في السراء وفي الضراء، في المنشط وفي المكره، وذكر الله واجب فيه مكرمة عظيمة للإنسان، والصلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من الأعمال، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، ورأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ولا عذر أبدا للإنسان أن يتركها، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (جعلت قرة عيني في الصلاة) وعند موته صلوات الله وسلامه عليه كان يوصي بها ويقول: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) وذكر الله أن الإنسان خلق هلوعا يخاف، {إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا} واستثنى منهم: {إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون} وذكر من صفاتهم: {والذين هم على صلاتهم يحافظون} ووعدهم بقوله: {أولئك في جنات مكرمون}.
والصلاة معينة، بل هي مفرجة للهموم، كما قال -صلى الله عليه وسلم- لبلال – رضي الله تعالى عنه -: (أرحنا بها يا بلال) هكذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ويوصي بالصلاة، فأرجو ألا تدعي للشيطان مجالا، وارجعي إلى صلاتك، وعيشي حياتك بصورة طبيعية جدا.
أنا أعتقد أن تناول أي دواء مضاد للقلق ومحسن للمزاج سوف يفيدك كثيرا، وأنت لست محتاجة أن تذهبي لطبيب نفسي، حتى وإن قبل أهلك بذلك لا أعتقد أن الأمر يتطلب الذهاب إلى الطبيب النفسي.
يمكن لطبيب الجهاز الهضمي، أو حتى الطبيب العمومي أن يصف لك أدوية نفسية بسيطة مثل عقار يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) يتم تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناوله، والدواء الآخر الذي أراه جيدا ومفيدا في مثل هذه الحالات هو عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) وجرعته هي خمسة وعشرين مليجراما - أي نصف حبة - لمدة أسبوعين، ثم حبة واحدة - أي خمسين مليجراما - ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك، أن تنظمي وقتك، وأن تصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض، وسوف تزول عنك -بإذن الله تعالى- .
التمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية فائدتها وقيمتها العلاجية كبيرة جدا، لذا نحن كثيرا ما ننصح بها في مثل حالتك هذه، فأرجو أن تحرصي عليها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.