السؤال
زوجة أخي حامل في آخر الشهر الثالث، ومصابة بورم ليفي على الرحم طوله (6) سم في (6) سم، وفي تزايد، وتشعر بآلام مثل آلام الطمث، ولم يحدث نزيف -الحمد لله-، ووزنها كان في تزايد قبل الحمل، وأثناء الحمل فقدت وزنا ليس كثيرا، فهل يؤثر الورم على الجنين؟ وما سبب وجود الورم الليفي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hendh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نقدر لك اهتمامك بزوجة أخيك، وحرصك على صحتها, ونسأل الله -عز وجل- أن يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة.
إن الورم الليفي هو ورم سليم تماما, وهو شائع جدا بين النساء, وسبب حدوثه غير معروف، لكن المعروف بأنه ورم يعتمد على الهرمونات, لذلك يكثر ظهوره في سن النشاط التناسلي, وفي الحالات التي ترفع من مستوى الهرمونات في الجسم, ومنها الحمل, لكن وبعد انتهاء هذه المرحلة, أي بعد أن تدخل المرأة في سن انقطاع الدورة (سن اليأس) فإن الورم يضمر بسبب انخفاض الهرمونات.
إن تأثير الورم الليفي على الحمل يعتمد بشكل أساسي على مكان هذا الورم, فإن كان الورم في داخل عضلة الرحم، أو جوف الرحم، وتحت البطانة مباشرة؛ فهنا قد يسبب المشاكل, ومنها تهديد بالإجهاض, نزول في المشيمة, انفصال مبكر للمشيمة, أو ولادة مبكرة, وضعيات غير طبيعية للجنين, كأن يأتي بوضع مقعدي أو معترض, وارتفاع احتمال حدوث النزف خلال وبعد الولادة بسبب انغراس المشيمة، وعدم انطمار الرحم, وغير ذلك مما لا مجال لذكره هنا.
أما إذا كان الورم الليفي على سطح الرحم من الخارج؛ فهنا يقل احتمال تأثيره على الحمل نفسه, لكنه قد يكبر ويضغط على الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الأمعاء.
وفي بعض الحالات قد لا يسبب الورم الليفي أي مشاكل، وتلد السيدة ولادة طبيعية بدون أي مشكلة, لكن هذه الحالات قليلة، والقاعدة هي أن الورم الليفي سيكبر بالحجم خلال الحمل, بسبب ارتفاع مستوى الهرمونات, فهو ورم معتمد على الهرمونات بشكل أساسي.
إذا -يا عزيزتي- يصعب التنبؤ مسبقا بما سيحدثه هذا الورم عند زوجة أخيك, لكن بالمتابعة يمكن ملاحظة أي تطور يطرأ على الورم، وعلاج أي اختلاط أو مشكلة قد تحدث بشكل مبكر وفعال -إن شاء الله-.
إن الألم الذي تعاني منه زوجة أخيك قد يكون بسبب أن الورم الليفي قد بدأ يزداد بالحجم, وعندما تحدث مثل هذه الزيادة فإن الورم يضغط على ما حوله, ويصبح النسيج الذي في داخل الورم ناقص التروية الدموية, وهذا كله يؤدي إلى حدوث الألم, والعلاج هو بالمسكنات, وبالراحة, والإكثار من شرب السوائل المفيدة والماء -قدر الإمكان-؛ لأن زيادة السوائل في الدم تساعد في تروية الرحم وتغذيته، ومنعه من أن يتقلص بسبب هذا الألم.
بعد الولادة سيعود الورم ويصغر -إن شاء الله تعالى- وعادة ما يعود إلى الحجم الذي كان عليه قبل الحمل.
نسأل الله -عز جل- أن يمن عليك وعلى زوجة أخيك بثوب الصحة والعافية دائما.