أهلي لا يصلون وأخي يمنع إخوتي من المسجد، فماذا أفعل؟

0 254

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

أنا شخص أبلغ من العمر 20 سنة، والحمد لله الذي أرشدني وهداني إلى طريق الحق، ولكني أعاني من مشكلة مع أهلي، وأرجو مساعدتي:
أهلي لا يصلون، وعندي إخوة صغار، أحدهم يبلغ (7) سنوات، وواحد (12) سنة، نصبحتهم وأصبحوا يذهبون معي إلى المسجد، ولكن المصيبة أن أخي الكبير أصبح يمنعهم من الذهاب إلى المسجد، وعندما يذهبون يضربهم ضربا شديدا، فما نصيحتكم؟ وهو أيضا لا يصلي، وهم لا ينهضون لكل الصلوات، وأنا نومي ثقيل أجد صعوبة في النهوض لصلاة الفجر، فما نصيحتكم لي؟

وهل يكفر أخي لتركه الصلاة، وصده الأطفال الصغار عن سبيل الله؟ وهل واجب الهجرة عن هذه العائلة؟ مع أني أنصحهم لمدة أكثر من (6) أشهر، مع الدعاء لهم، ولكن بدون فائدة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فردا على استشارتك أقول:
1- احمد الله الذي وفقك وهداك، والزم طريق الهدى، ولا تستوحش بقلة السالكين، واستمر في نصح أهلك بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وشجع إخوانك الصغار على الاستمرار في المواظبة على الصلوات، وامدحهم في حال فعل الطاعات، وقدم لهم ما استطعت من الهدايا -ولو كانت رمزية- لكن فعلها في القلب عظيم، وصدق رسولنا الكريم حين قال: (تهادوا تحابوا).

2- استعن -بعد الله- بأقاربك الصالحين من خلال دعوتهم لزيارتكم في البيت، ونصح والدك وأخيك، واستعن كذلك بإمام الجامع -إن كان يعرف أباك- فهو أقدر على نصحه وترغيبه وترهيبه، واطلب منهم ألا يشعروا أباك بأنك من طلب منهم ذلك، وحبذا لو كانت زياراتهم قبيل صلاة المغرب أو العشاء من أجل أن يصطحبوهما للمسجد.

3- استعن -بعد الله تعالى- بالنساء الصالحات من محارمك، كعمتك، وخالتك، واطلب منهن زيارة والدتك، ونصحها، ولا تجعلهن يشعرنها أنك من كلفهن بذلك.

4- اربط إخوتك الصغار برفقة صالحة؛ فذلك من أسباب ثباتهم على أداء الصلاة، ففي الحديث الصحيح: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) والقرين بالمقارن يقتدي.

5- تضرع إلى ربك بالدعاء وأنت ساجد أن يهدي الله والديك وأخاك، وادع دعاء المضطر، وكن موقنا بالإجابة: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}

6- ليذهب إخوانك إلى المسجد في الأوقات التي لا يكون أخوك الأكبر في البيت؛ كي لا يضربهم، ويكون ضربهم سببا في تركهم الصلاة بالكلية، وليصلوا في البيت في وقت تواجده، ولئن يصلوا في البيت خير من أن يتركوا الصلاة بالكلية، والله هو المتقبل.

7- استمر في تذكير إخوانك بالصلاة، واصبر وصابر على ذلك، كما قال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }.

8- استعمل كل الوسائل التي تعينك على القيام لصلاة الفجر، فاعزم على أداء الصلاة في المسجد، ونم مبكرا، وشغل المنبه، وكلف بعض الزملاء أن يتصل بك، فمع مرور الأيام ستتعود -بإذن الله- النهوض بنفسك، فإن لم تنهض في بعض الأحيان فصل متى قمت.

9- لا تفكر في ترك أسرتك، بل استمر في العيش معهم، وانصحهم ما بين الحين والآخر، ولا تكثر عليهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) هذا في عامة الناس، فكيف بأسرتك؟ ومع الصبر سيأتي الفرج، وسيأتي اليوم الذي يرجعون فيه إلى الله.

10- أما قولك: (هل يكفر أخي لتركه الصلاة وصده الأطفال الصغار عن سبيل الله؟) فآمل أن تقدمه بسؤال مستقل مرة أخرى إلى موقع (إسلام ويب) وستجيب عليك لجنة الفتوى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك الاستقامة على دينه، ويجعلك سببا في هداية أسرتك، ويقر عينك بذلك. آمين

مواد ذات صلة

الاستشارات